النقع: الغبار, شبهه بالعارض من السحاب, وجعل عرق الخيل كالوابل إذ كان قد شبه النقع بالسحاب.
وقوله:
فلما نشفن لقين السياط ... بمثل صفا البلد الماحل
يقول: إن عرق الخيل أبيض, فلما يبس على ظهور لقيت السياط بمثل صفا البلد الماحل؛ أي: إنها مبيضة بالعرق, فكأن السياط تقع منها بأرضٍ بيضاء لم يصبها مطر.
يقال: بلد ماحل وممحل بمعنى.
وقوله:
شفن لخمسٍ إلى من طلبـ ... ن قبل الشفون إلى نازل
يقال: شفن فهو شافن إذا نظر نظرًا حادًا, وقيل: الشفن أن ينظر بعرض عينه. والمعنى أنهن سرن خمسًا وعليهن الفرسان لم ينزلوا عن ظهورهن, فكان النظر إلى أعدئهن قبل أن ينزل عنها الفرسان.
وقوله:
فدانت مرافقهن البرى ... على ثقةٍ بالدم الغاسل
دانت, أي: قاربت, ومرافقهن: يعني مرافق الخيل, والبرى: التراب, يريد أنهن مددن أيديهن في الجرحى (١٣٨/ب) حتى دنت مرافقهن من التراب, وادعى أنهن فعلن ذلك لعلمهن أن الدم يغسله عنهن.
وقوله:
وما بين كاذتي المستغير ... كما بين كاذتي البائل
الكاذتان: أعالي الفخذين, وشبه العرق ونزوله بنزول البول. وقد ذهب بعض من فسر هذا البيت إلى أن الفرس إذا أعيا باعد ما بين فخذيه كأنه قد فرجها ليبول, والأول أشبه.
وقوله:
فلقين كل ردينيةٍ ... ومصبوحةٍ لبن الشائل