يقول: الخليفة قد صان مهجته بالأبطال؛ فهم كالخلل للسيف, وهذا البيت مدح للخليفة وانتقاص بالأبطال, والأشبه أن تكون الهاء في مهجته عائدةً إلى سيف الدولة؛ لأنها إن عادت إلى الخليفة كان ذلك كالإزراء بالممدوح لأنه بعض الأبطال.
وقوله:
الفاعل الفعل لم يفعل لشدته ... والقائل القول لم يترك ولم يقل
يقول: أفعال سيف الدولة يتركها الناس لأنها مستصعبة, وقوله: القائل القول لم يترك ولم يقل؛ أي إنه ينطق بالحكمة التي لم يصل إليها سواه. وقوله: لم يترك؛ أي لم يترك القائلون طلبه, ولما لم يصلوا إليه كان كأنه لم يقل.
وقوله:
والباعث الجيش قد غالت عجاجته ... ضوء النهار فصار الظهار كالطفل
غالت: أي أهلكت, والعجاجة: الغبار؛ أي هذه العجاجة قد سترت الشمس, فالظهر كآخر النهار الذي قد دنا منه الليل.
وقوله:
الجو أضيق ما لاقاه ساطعها ... ومقلة الشمس فيه أحير المقل
الجو: ما بين السماء والأرض, وهذا إسراف في المبالغة, وقد خرج إلى الإحالة؛ لأنه جعل ما بين السماء والأرض أضيق ما لا قاه هذا الساطع, وما الشيء الذي يكون أوسع من الجو؛ فاستعار المقلة اللشمس لما كانوا يقولون: طلعت عينها ونحو ذلك.
وقوله:
قد عرض السيف دون النازلات به ... وظاهر الحزم بين النفس والغيل