راكب البريد نزل عنه وسلم ما معه من الكتب إلى غيره؛ فكأن ما به من الحر والتعب يبرد في ذلك الموضع أو ينام فيه الراكب.
والنوم يسمى بردًا فسمي ما بين الموضعين بريدًا, وإنما الأصل الموضع الذي ينزل فيه الراكب, ثم قيل للدابة: بريد؛ لأنها يستعان بها على قضاء المأربة, وإنما كانت البرد للملوك, ثم قيل للسير: بريد, قال امرؤ القيس:[الطويل]
على كل مقصوص الذنابى معاودٍ ... بريد السرى والليل من خيل بربرا
وقال مزرد بن ضرار:[الطويل]
فدتك عراب اليوم نفسي وأسرتي ... وناقتي الناجي إليك بريدها
وقوله: به؛ حذف الياء التي عادتها أن تكون بعد هذه الهاء في الوصل كقوله تعالى:{وأنا به زعيم} , وقوله:{فخسفنا به وبداره الأرض} , وذلك عند سيبويه ضرورة, ومن الأبيات التي أنشدها سيبويه:[الطويل]
فأيقن أن الخيل إن تلتبس به ... يكن لفسيل النخيل بعده آبر