للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: ذخرت لكل أرضٍ مخوفةٍ ساعةً أكون فيها شجاعًا أفزع من أمر به؛ حتى إني لأفزع الليث فيفر عن الأشبال. وأستجفله أي: أحمله على أن يجفل. يقال: جفل الرجل وغيره وأجفل إذا هرب فزعٍ, قال أبو كبير الهذلي: [الكامل]

ومعي لبوس للبئيس كأنه ... روق بجبهة ذي نعاجٍ مجفل

وقوله:

تلقى الوجوه بها الوجوه وبينها ... ضرب يجول الموت في أجواله

(١٤٣/أ) الهاء في بها عائدة على الأرض, ولا يمتنع أن تكون عائدةً على الساعة المذخورة, واستعار الجولان للضرب, وإنما هو للحيوان كالخيل وغيرها. وأجوال الشيء جمع جولٍ وهو ناحيته, وكذلك جاله, يقال: جول البئر والقبر وجاله, وقالوا: ليس لفلانٍ جول ولا جال؛ أي ليس له عقل يعتمد عليه؛ لأن البئر إذا كان لها جول؛ أي طي بحجارةٍ كان ذلك آمن لها. قال طرفة: [الطويل]

وكائن ترى من ألمعي محظربٍ ... وليس له عند العزائم جول

أي ليس له عقل يرجع إليه. وقالوا: رماه فلان من جول الطوي؛ إذا كاده فرجع كيده عليه, وهذا الشعر ينسب إلى ابن أحمر: [الطويل]

ولما رأى سفيان أن قد منعته ... من الماء مرأى الحائم الوحدان

رماني بأمر كنت منه ووالدي ... بريًا ومن جول الطوي رماني

<<  <   >  >>