للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رآبيل البلاد تخاف مني ... وحية أريحاء لي استجابا

يقول: شققت خيس الملك عن الملك الذي كأنه رئبال.

وقوله:

عن ذا الذي حرم الليوث كماله ... ينسي الفريسة خوفه بجماله

أصل الفرس: دق العنق, ثم سمي كل قتلٍ فرسًا, وأتى بعن في أول البيت؛ لقوله في آخر الذي قبله: عن ريباله (١٤٣/ب) وهم يفعلون ذلك كثيرًا, وفي الكتاب العزيز: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم} , فجاء باللام مع من لما جاء بها في قوله: {للذين استضعفوا} , ويفعلون ذلك في حروف الخفض لأنها تتصل بما بعدها كاتصال ما هو منه. وادعى للممدوح أنه ينسي الفريسة خوفه لماتشاهده من جمال وجهه, وهذا ادعاء لا يجوز أن يكون مثله.

وقوله:

وتواضع الأمراء حول سريره ... وتري المحبة وهي من آكاله

وتواضع: أراد تتواضع فحذف إحدى التاءين؛ وجاء بالمستقبل في أل البيت لأنه عطفه على قوله: ينسي الفريسة, وذكر أن الأمراء تريه المحبة وهي من آكاله, يعني: جمع أكلٍ, وهو ما يأكله الإنسان, ويقال: لفلان أكل من السلطان إذا كان له رزق يأكل منه, وفلان ذو أكل إذا كان له حظ من دنياه, قال الأعشى: [السريع]

حولي ذوو الآكال من وائل ... كالليل من بادٍ ومن حاضر

وقوله: وتري المحبة يحتمل وجهين:

أحدهما: أنها تري المحبة ولا تعلم ما يحدث من الأقضية, وجائز أن يسخط عليها فيكون كالذي أكلها إلا أنها لم تعلم بذلك.

<<  <   >  >>