والآخر: أن تكون تظهر محبةً وهي عالمة بأنه لها مهلك؛ فيكون هذا المعنى مثل قوله في الأخرى:
ومن شرف الإقدام أنك فيهم ... على القتل موموق كأنك شاكل
وقوله:
إن الرياح إذا عمدن لناظرٍ ... أغناه مقبلها عن استعجاله
يقول: الرياح إذا عمدن للناظر لم يحتج إلى أن يستعجلها, وإنما ضرب هذا مثلًا لأن الممدوح ينيل قبل أن يسأل.
وقوله:
والله يسعد كل يومٍ جده ... ويزيد من أعدائه في آله
قوله: ويزيد من أعدائه في آله: آل الرجل في الأصل هم أهله الذين يؤول إليهم؛ أي يرجع, ويجوز بعد ذلك أن يقال لمن التجأ إلى الرجل, أو كان من محبيه وأصدقائه: هذا من آل فلان. وقال عبد المطلب بن هاشم:[الرمل]
نحن آل الله في كعبته ... لم يزل ذاك على عهد ابرهم
أي نحن عبيده والمختصون بخدمته. وأجاز بعض النحويين أن يقال في تصغير آل الرجل: أويل وأهيل؛ لأن آلا عنده في معنى أهل؛ فجعلت الهاء الثانية همزةً, فلما اجتمعت الهمزتان جعلت الثانية ألفًا, وهذا قول قد يجوز مثله, ولكنه بعيد؛ لأنهم لا يجمعون في أول كلمة بين حرفين من جنس واحد إلا في ألفاظ نادرة, كقولهم للهو: ددن, وقولهم: ققت الدجاجة إذا صاحت. وإذا كان يفعلون ذلك في الحروف سوي الهمزة, فهم من الهمزة أشد نفارًا.
وكان بعض النحويين المتأخرين ينكر قول الناس: صلى الله على النبي وعلى آله؛ لأنه يرى أن «آلاً» ينبغي أن يضاف إلى اسم ظاهرٍ كقولك: آل محمدٍ وآل النبي وآل الرسول, ويكره