الضرب الثاني من الطويل متساوي النصفين, وأجزاؤه ثمانية, وكذلك الأول؛ فإذا سلمت من الثاني أجزاؤه الستة التي ليس فيها العروض ولا الضرب؛ فعدده ستة وأربعون حرفًا, وهو الذي قبله في هذا النوع الذي قصد له أبو الطيب؛ سواء كان الأول مصرعًا أو غير مصرعٍ, وأكثر ما يمكن أن يجمع في كل واحد منهما ثلاث وعشرون كلمة, وذلك أن في الأول إذا كان مصرعًا ثانية أوتادٍ واثني عشر سببًا, وكل وتدٍ تجتمع فيه كلمتان, والسبب لا يمكن (١٤٧/ب) أن يكون إلا من كلمة واحدة. مثال ذلك: أنك إذا أردت أن تجيء بكلمتين في الوتد جئت بكلمة أصلها ثلاثة أحرف وتصير في الأمر إلى حرف واحد. مثال ذلك قولك: ولي يلي؛ فإذا أمرت حذفت الواو, والياء التي في آخر الفعل فبقيت اللام مفردة, وتضيف إليها فعلًا أصله ثلاثي يكون على أحد نوعين: إما أن يكون معتل الأوسط مثل قولهم: قام يقوم, وباع يبيع؛ فيصير في الأمر على حرفين كقولك: قم وبع, وإما أن يكون معتل الثاني مثل قولك: يعد كان أصله: يوعد؛ فحذفت الواو في قولك: عد فيمكنك أن تقول في كل وتدٍ في البيت: عد, أو: ل, أو: قد, في الأمر من الولاية والقود.
فإذا صرت إلى السبب جئت به من كلمتين؛ إما معتلة الأوسط: جد وسر, وإما معتلة الواو مثل: وعد ووجد؛ فتقول في الأمر: عد وجد. فالضرب الأول إذا صرع دخلت فيه كلمتان في العدة المتقدم ذكرها, وهي ثمان وعشرون, وإذا لم يصرع صارت عروضه مفاعلن فيها وتد أصلي يركب فيه كلمتان, وسببا الجزء قد صارا في وزن الوتد؛ فيركب منهما كلمتان, ويتساوى في البنية المصرع وغيره. والضرب الثاني عروضه مفاعلن وكذلك ضربه, ولم ينقص عدة ما يضمه من الكلم لأنه قد سقط منه حرفان؛ إذا كان السبب أن الذي حذف ثاني الأول منهما قد صار حكمهما في الجمع بين كلمتين.
عش أمر من العيش. ابق أمر بالبقاء. اسم من السمو أي ارتفع. سد دعاء بالسيادة. جد دعاء بالجود. قد دعاء: أمر بقود العساكر. مر دعاء بأن يأمر فينفذ أمره؛ لأنهم يقولون: مر