للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

ويومًا كأن الحسن فيه علامة ... بعثت بها والشمس منك رسول

عطف يومًا على قوله: لقيت الفجر, وهذا معنى لطيف. أراد أن الحسن في هذا اليوم كأنه علامة بعثت بها هذا المذكورة إليه, وأن الغبار ثار وستر الشمس؛ فكأنها رسول من حبيبه مستخفٍ.

وقوله:

وما قبل سيف الدولة اتار عاشق ... ولا طلبت عند الظلام ذخول

هذا البيت يقوي حكاية من زعم أن سيف الدولة أوقد نيرانًا في درب القلة؛ إذ كان كأنه قد قتل الليل وجلاه بإيقاد النار. واتار: افتعل من قولهم: فعل كذا تارةً بعد تارةٍ؛ أي مرة بعد مرة, فكأنهم يقولون: اتار فلان إذا كانت الغلبة له تارة أي مرة. ويجوز أن يكون اتار من قولهم: اتار إذا أخذ ثأره, ويكون الأصل: اثأر فادغمت الثاء في التاء؛ إلا أنه إذا حمل على هذا الوجه كانت الهمزة قد جعلت فيه ألفًا كما قال بعضهم: (١٤٩/أ) سال في معنى سأل, وأكثر ما يقال في افتعل من الثأر: اتأر بالهمز. قال لبيد: [البسيط]

والنيب إن تعرمني رمةً خلقًا ... بعد الممات فإني كنت أتئر

يقول: إن بليت عظامي فاتفق أن تأكلها الإبل فإني كنت أتئر في حياتي, أي أنحرها؛ فكأني أخذت ثأري منها من قبل أن تسدي إلى شرًا.

وقوله:

شوائل تشوال العقارب بالقنا ... لها مرح من تحته وصهيل

يقال: شالت العقرب بذنبها تشول شولًا؛ فشبه القناة بشولة العقرب, وقد سبقه إلى هذا المعنى بشار بن برد فقال في صفة الخيل: [الكامل]

مثل العقارب شولت أذنابها

والهاء في تحته راجعة إلى القنا, ولا يمتنع أن ترد إلى الممدوح.

<<  <   >  >>