وخيل براها الركض في كل بلدةٍ ... إذا عرست فيها فليس تقيل
التعريس أكثر ما يستعمل في نزول الراكب آخر الليل, قال الشاعر:[الطويل]
فلو كانت ماءً كنت ماء غمامةٍ ... ولو كنت نومًا كنت تعريسة الفجر
وتقيل؛ أي تقيم في الهاجرة, وكان الواجب أن يقول: فليست تقيل فيؤنث, ويجعل الضمير راجعًا إلى الخيل, ولكنه جعل ليس في معنى ما؛ فلم يحتج إلى ضمير, وقد حكى سيبويه ذلك في أحد قوليه لما ذكر قول هشام بن عقبة أخي ذي الرمة:[البسيط]
وليس منها شفاء الداء مبذول
وقوله:
على طرقٍ فيها على الطرق رفعة ... وفي ذكرها عند الأنيس خمول
يريد أنها طرق في جبالٍ فهي مرتفعة؛ إلا أنها مع رفعتها خاملة عند الأنيس؛ أي إنهم لا يسلكونها.
وقوله:
فما شعروا حتى رأوها مغيرةً ... قباحًا وأما خلقها فجميل
يريد أنهم رأوها قباحًا لأنها جاءتهم بالقتل والأسر, وأما خلقها فمستحسن, وهذا المعنى ضد قوله في الأخرى:[الكامل]
ينسي الفريسة خوفه بجماله
وقوله:
سحائب يمطرن الحديد عليهم ... فكل مكانٍ بالسيوف غسيل
الأشبه بالسحائب أن يريد بها هاهنا الخيل, وشبهها بالسحائب لسرعة سيرها, وصير