ضرب الفوارس إياهم بالسيوف كالأمطار, فقد غسلت كل مكان؛ أي قتلت من فيه وسبتهم؛ فكأنما قد غسلته من أهله. ويجوز أن يعني بالسحائب الغبار الثائر, ويكون في الكلام حذف؛ أي رأوا سحائب, وكل ذلك جائز.
وقوله:
وأمسى السبايا ينتحبن بعرقةٍ ... كأن جيوب الثاكلات ذيول
أي قد شققن جيوبهن فصرن كالذيول, ويجوز ضم جيم الجيوب وكسرها, وكذلك في ذال الذيول, وذلك مطرد في جميع ذوات الياء مثل: بيتٍ وشيخٍ وعيبٍ.
وقوله:
وعادت فظنوها بموزار قفلًا ... وليس لها إلا الدخول قفول
موزار لا شك أنها كلمة أعجمية, وقد وافقت من كلام العرب: فوعالًا من المزارة, يقال: رجل مزير إذا كان ذا حلمٍ ورزانةٍ, قال الشاعر: [الوافر]
ترى الرجل الضعيف فتزدريه ... وفي أثوابه أسد مزير
والقفول يستعمل للجيش إذا رجع من الغزو, وكذلك للمسافر إذا رجع من سفره. وأهل العلم باللغة يعيبون قول العامة للرفقة العازمة على السفر: قافلة؛ لأن القافلة عندهم هي العائدة إلى المحل والوطن.
ولكلام العامة وجه حسن؛ وذلك أنهم يسمونها قافلة على سبيل الفأل بالقفول, أي هي تقفل على السلامة, ولا يمتنع في الكلام أن يقال: هذه قافلة أي إنها تقفل بعد مدة, كما يقال فلان مدرك كذا, وهو لم يدركه بعد, وذلك مطرد في اسم الفاعل (١٤٩/ب) إذا أريد به الاستقبال, وكلام العرب يتسع ويتردد فيه المجاز, ونحون من قول العامة للرفقة قافلة قوله: وليس لها إلا الدخول قفول
قد جعل الدخول قفولًا كما قالوا: تحيته الضرب وعتابه السيف.