للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورَاحوا إلى التعريف يرجونَ رحمه … ومغفرةً ممن يَجودُ ويُكْرمُ

فلله ذاكَ الموقِفُ الأعظم الذي … كموقف يوم العرض بل ذاكَ أعظمُ

ويَدْنو به الجبَّارُ جلَّ جَلاله … يُباهِي بهم أملاكه فهوَ أكرَمُ

يَقولُ عِبادي قد أتوني مَحَبِّةً … وإني بهمْ برٌّ أجودُ وأرْحَمُ

وشهدكم أني غفرت ذنوبّهمْ … وأعطيتهُم ما أملّوه وأنعَمُ

فبُشْرَاكمُ يا أهل ذَا الموقفِ الذي … به يَغفر الله الذنوبَ ويَرحَمُ

فكم من عتيق فيه كمّل عَتْقهُ … وآخر يستشفي ورَبّك أرَحمُ

وما رُؤْي الشيطانُ أحقَر في الورى … وَأدْحرَ منه عِندهَا فهوَ ألْوَمُ

وذاك لأمرٍ قد رآهُ فغَاظهُ … فأقبَلَ يَحثو للترابِ ويَلطِمُ

ومَا عايَنتْ عَيناهُ من رحمة أتت … ومغفرة مِن عند ذِي العرش تُقسم

بنَى مَا بنَى حتى إذا ظنّ أنهُ … تمكنَ مِن بُنيانِه فهوَ مُحْكُم

أتى الله بُنيانًا له مِن أسَاسِهِ … فخرَّ عليهِ سَاقِطًا يتهَدّم

وكم قدرَ ما يَعلو البناءُ وينتهي … إذا كانَ يَبنيهِ وذو العرش يهدمُ

وراحوا إلى جمعٍ وبانوا بمشعر … الحَرامِ وصلوا الفجرَ ثم تقدّموا

إلى الجمرة الكبرى يُريدونَ رَميها … لِوقْتِ صلاة العيد ثم تَيمّموا

منازلهم للنّحر يَبْغونَ فضْلهُ … وإحياءَ نُسْكٍ من أبيهم يُعَظموا

فلو كان يُرْضي الله نحْرُ نفوسهم … لجادُوا بها طوْعًا وللأمر سلّموا

كما بذَلوا عِند الجِهاد نُحورهم … لأعدائه حتى جرى منهمُ الدمُ

ولكنهم دَانوا بوَضع رءوسهمْ … وذلكَ ذلٌّ للعَبيد ومِيَسمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>