ورَاحوا إلى التعريف يرجونَ رحمه … ومغفرةً ممن يَجودُ ويُكْرمُ
فلله ذاكَ الموقِفُ الأعظم الذي … كموقف يوم العرض بل ذاكَ أعظمُ
ويَدْنو به الجبَّارُ جلَّ جَلاله … يُباهِي بهم أملاكه فهوَ أكرَمُ
يَقولُ عِبادي قد أتوني مَحَبِّةً … وإني بهمْ برٌّ أجودُ وأرْحَمُ
وشهدكم أني غفرت ذنوبّهمْ … وأعطيتهُم ما أملّوه وأنعَمُ
فبُشْرَاكمُ يا أهل ذَا الموقفِ الذي … به يَغفر الله الذنوبَ ويَرحَمُ
فكم من عتيق فيه كمّل عَتْقهُ … وآخر يستشفي ورَبّك أرَحمُ
وما رُؤْي الشيطانُ أحقَر في الورى … وَأدْحرَ منه عِندهَا فهوَ ألْوَمُ
وذاك لأمرٍ قد رآهُ فغَاظهُ … فأقبَلَ يَحثو للترابِ ويَلطِمُ
ومَا عايَنتْ عَيناهُ من رحمة أتت … ومغفرة مِن عند ذِي العرش تُقسم
بنَى مَا بنَى حتى إذا ظنّ أنهُ … تمكنَ مِن بُنيانِه فهوَ مُحْكُم
أتى الله بُنيانًا له مِن أسَاسِهِ … فخرَّ عليهِ سَاقِطًا يتهَدّم
وكم قدرَ ما يَعلو البناءُ وينتهي … إذا كانَ يَبنيهِ وذو العرش يهدمُ
وراحوا إلى جمعٍ وبانوا بمشعر … الحَرامِ وصلوا الفجرَ ثم تقدّموا
إلى الجمرة الكبرى يُريدونَ رَميها … لِوقْتِ صلاة العيد ثم تَيمّموا
منازلهم للنّحر يَبْغونَ فضْلهُ … وإحياءَ نُسْكٍ من أبيهم يُعَظموا
فلو كان يُرْضي الله نحْرُ نفوسهم … لجادُوا بها طوْعًا وللأمر سلّموا
كما بذَلوا عِند الجِهاد نُحورهم … لأعدائه حتى جرى منهمُ الدمُ
ولكنهم دَانوا بوَضع رءوسهمْ … وذلكَ ذلٌّ للعَبيد ومِيَسمُ