يسيء إِليه، وموسى الكاظم المذكور سابع الأئمة الاثني عشر على رأي الإمامية، وقد تقدم ذكر أبيه جعفر الصادق في سنة ثمان وأربعين ومائة، وتقدم ذكر جده محمد الباقر في سنة ست عشرة ومائة وولد موسى المذكور في سنة تسع وعشرين ومائة، وتوفي في هذه السنة أعني سنة ثلاث وثمانين ومائة لخمس بقين من رجب ببغذاد، وقبره مشهور هناك، وعليه مشهد عظيم في الجانب الغربي من بغداد، وسنذكر باقي الأئمة الاثني عشر إِن شاء الله تعالى.
وفي هذه السنة توفي يونس بن حبيب النحوي المشهور، أخذ العلم عن أبي عمرو بن العلاء وكان عمره قد زاد على مائة سنة، وروى عنه سيبويه، وليونس المذكور قياس في النحو ومذاهب ينفرد بها.
ثم دخلت سنة أربع وثمانين ومائة فيها ولى الرشيد حماد البربري اليمن ومكة وولىّ داود بن يزيد بن مرثد بن حاتم المهلبي السند. وولى يحيى الحرسي الجبل، وولى مهرويه الرازي طبرستان وولى إِفريقية إبراهيم بن الأغلب وكان على الموصل وأعمالها يزيد بن مرثد بن زائدة الشيباني.
ثم دخلت سنة خمس وثمانين ومائة فيها مات عم المنصور، عبد الصمد ابن علي بن عبد الله بن عباس، وكان في القرب إلى عبد المناف بمنزلة يزيد بن معاوية، وبين موتهما ما يزيد على مائة وعشرين سنة.
وفيها توفي يزيد بن مرثد بن زائدة الشيباني وهو ابن أخي معن بن زائدة.
ثم دخلت سنة ست وثمانين ومائة ودخلت سنة سبع وثمانين ومائة.
الإيقاع بالبرامكة في هذه السنة أوقع الرشيد بالبرامكة، وقتل جعفر بن يحيى وقد اختلف في سبب ذلك اختلافاً كثيراً، والأكثر أن ذلك لإتيانه عباسة أخت الرشيد، فإنه زوجه بها ليحل له النظر إِليها، وشرط على جعفر أنه لا يقربها، فوطئها وحبلت منه وجاءت بغلام، وقيل بل الرشيد حبس يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عند جعفر فأطلقه جعفر، وقيل بل إِنه لما عظم أمر البرامكة واشتهر كرمهم وأحبهم الناس، والملوك لا تصبر على مثل ذلك، فنكبهم لذلك، وقيل غير ذلك، وكان قتل جعفر بالأنبار، مستهل صفر من هذه السنة، عند عود الرشيد من الحج، وبعد أن قتل جعفر وحمل رأسه، أُرسل أن أحاط بيحيى وولده وجميع أسبابه، وأخذ ما وجد للبرامكة من مال ومتاع وضياع وغير ذلك، وأُرسل إِلى سائر البلاد بقبض أموالهم ووكلائهم، وسائر أسبابهم، وأرسل رأس جعفر وجيفته إِلى بغْداد، وأمر بنصب رأسه وقطعة من جيفته على الجسر، ونصب الأخرى على الجسر الآخر، ولم يتعرض الرشيد لمحمد بن خالد بن برمك وولده وأسبابه لبراءته مما دخل فْيه أخوه يحيى بن خالد بن برمك وولده، وكان عمر جعفر لما قتل سبعاً وثلاثين سنة، وكانت الوزارة إِليهم سبع عشرة سنة، وفي ذلك يقول الرقاشي وقيل أبو نواس: