للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عسكره شباوشي وعلى عدة من الأمراء، وسير ولده مودود إلى بلخ ليرد عنها داود بن ميكائيل بن سلجوق، وكان مسير مودرد إلى بلخ في هذه السنة، أعني سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وسار مسعود إلى بلاد الهند ليشتي بها على عادة والده، وعبر سيحون فنهب أنوشتكين أحد قواد عسكره بعض الخزاين، واجتمع إليه جمع، وألزم محمداً أخا مسعود بالقيام بالأمر، فقام على كره، وبقي مسمعود في جماعة من العسكر، والتقى الفريقان في منتصف ربيع الآخر من سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، واقتتلوا أشد قتال فانهزم مسعود وجماعته، وتحصن مسعود في رباط، فحصروه، فخرج إليهم فأرسله أخوه محمد إلى قلعة كيدي، وحمل مع مسعود أهله وأولاده وأمر بإكرامه وصيانته، ولما استقر محمد بن محمود في إشبكتكين في الملك فوض مر دولته إلى ولده أحمد، وكان فيه خبط وهوج، فقتل عمه مسعود بن محمود في قلعة كيدي بغير علم أبيه، ولما علم أبوه محمد بذلك شق عليه وساء ذلك، وكان السلطان مسعود كثير الصدقة، تصدق مرة في رمضان بألف ألف درهم، وكان كثير الإحسان إلى العلماء، فقصدوه وصنفوا له التصانيف الكثيرة، وكان يكتب خطاً حسناً، وكان ملكه عظيماً فسيحاً، ملك أصفهان والري وطبرستان وجرجان وخراسان وخوارزم وبلاد الران وكرمان وسجستان. والسند والرخج وغزنة وبلاد الغور. وأطاعه أهل البر والبحر.

ملك مودود بن مسعود وقتله عمه محمداً لما قتل مسعود، كان ابنه مودود بن مسعود بخراسان في حرب السلجوقية، فلما بلغه خبر قتل أبيه مسعود، عاد مجداً بعساكره إلى خزنة، ووقع القتال بينه وبين عمه محمد، فانهزم محمد وعسكره وقبض عليه مودود وعلى ولده أحمد، وعلى أنوشتكين الذي نهب الخزائن، وأقام محمد المذكور، وكان أنوشتكين خصياً وأصله من بلخ، فقتلهم وقتل جميع أولاد عمه محمد، خلا عبد الرحيم، وكذلك قتل كل من دخل في القبض على والده مسعود، ودخل مودود إلى غزنة في ثالث عشرين شعبان من هذه السنة، واستقر الأمر لمودود بغزنة، وسلك حسن السيرة، وثبتت قدمه في الملك، وراسله ملك الترك بما وراء النهر بالانقياد والمتابعة له.

وفي هذه السنة توفي المظفر محمد بن الحسن بن أحمد المروزي بشهر زور.

ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة فيها في المحرم توفي علاء الدولة أبو جعفر بن شهريار، المعروف بابن كاكويه، وكان شجاعاً ذا رأي، وقام بأصفهان بعده ابنه ظهير الدين أبو منصور فرامرز، وهو أكبر أولاده، سار ولده كرشاسف بن علاء الدولة إلى همذان، فأقام بها وأخذها لنفسه.

وفي هذه السنة ملك السلطان طغريل بك جرجان وطبرستان.

غير ذلك من الحوادث في هذه السنة أمر المستنصر العلوي أهل دمشق بالخروج عن طاعة الدزبري، فخرجوا عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>