للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصلب مع أصحابه.

ثم دخلت سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.

وفاة جلال الدولة وفي هذه السنة في شعبان توفي جلال الدولة أبو طاهر بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه ببغداد، وكان مرضه ورماً في كبده، وكان مولده سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وملكه ببغداد ست عشرة سنة وأحد عشر شهراً، ولما مات جلال الدولة كان ابنه الملك العزيز أبو بكر منصور بواسط، فكاتبه الجند فيما يحمله إليهم، فلم ينتظم له أمر، فسار يطلب النجدة، وقصد الملوك مثل قرواش وأبي الشوك، فلم ينجده أحد، فقصد نصر الدولة بن مرران وتوفي عنده بميا فارقين، سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، فلما لم ينتظم لابن جلال الدولة أمر، كاتب الملك أبو كاليجار عسكر بغداد، فاستقر الأمر لأبي كاليجار ابن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدرلة ابن ركن الدولة ابن بويه، وخطبوا له ببغداد في صفر سنة ست وثلاثين وأربعمائة.

غير ذلك من الحوادث في هذه السنة، أعني سنة خمس وثلاثين وأربعمائة فتح عسكر مودود بن مسعود بن محمود عدة حصون، من بلاد الهند، وفيها أسلم من الترك خمسة آلاف خركاة، وتفرقوا في بلاد الإسلام، ولم يتأخر عن الإسلام سوى الخطا والتتر وهم بنواحي الصين. وفي هذه السنة ترك شرف الدولة ملك الترك لنفسه بلاد بلاساغون، وكاشغر، وأعطى أخاه أرسلان تكين كثيراً من بلاد الترك، وأعطي أخاه بغراخان أطرار وأسبيجاب، وأعطى عمه طغان فرغانة بأسرها، وأعطى علي تكين بخارى وسمر قند، وغيرهما، وقنع شرف الدولة المذكور من أهله المذكورين بالطاعة له.

وفي هذه السنة قطع المعز بن باديس بإفريقية خطبة العلويين خلفاء مصر، وخطب للقائم العباسي خليفة بغداد، ووصلت إليه من القائم الخلع والأعلام على طريق القسطنطينية في البحر.

ثم دخلت سنة ست وثلاثين وأربعمائة فيها خطب للملك أبي كاليجار في صفر ببغداد، وخطب له أيضاً أبو الشوك ببلاده، ودبيس بن مرثد ببلاده، ونصر الدولة بن مروان بديار بكر، وسار الملك أبو كاليجار إلى بغداد ودخلها في رمضان من هذه السنة، وزينت بغداد لقدومه.

وفيها أمر الملك أبو كاليجار ببناء سور مدينة شيراز، فبني وأحكم بناؤه، ودوره اثنا عشر ألف ذراع، في ارتفاع ثمانية أذرع، وله أحد عشر باباً، وفرغ منه في سنة أربعين وأربعمائة.

وفيها توفي الشريف المرتضي أبو القاسم أخو الشريف الرضي، ومولده سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وولي نقابة العلويين بعده عدنان ابن أخيه الرضي.

وفيها توفي القاضي أبو عبد الله الحسين الصيمري شيخ أصحاب أبي حنيفة، ومولده سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. وفيها توفي أبو الحسين محمد ابن علي البصري المعتزلي

<<  <  ج: ص:  >  >>