وفاة فرخزاد صاحب غزنة في هذه السنة وقيل في سنة تسع وأربعين، توفي الملك فرخزاد بن مسعود بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة بالقولنج، وملك بعده أخوه إبراهيم بن مسعود، فأحسن السيرة، وغزا الهند وفتح حصوناً. وكان ديناً، ولما استقر في ملك غزنة صالح داود بن ميكائيل بن سلجوق صاحب خراسان.
وفاة داود وملك ابنه ألب أرسلان في هذه السنة في رجب توفي داود بن ميكائيل بن سلجوق، أخو طغريل بك، وعمره سبعون سنة، صاحب خراسان وهو مقاتل آل سبكتكين، ولما توفي داود ملك خراسان بعده ابنه ألب أرسلان وكان لداود من البنين ألب أرسلان، وياقوتي وقاروت بك وسليمان، فتزوج طغريل بك بأم سليمان امرأة أخيه.
غير ذلك من الحوادث فيها قدم طغريل بك إلى بغداد، وأعاد الخليفة، وقتل البساسيري حسبما ذكرنا. وفيها توفي علي بن محمود بن إبراهيم الزوزني، وهو الذي ينسب إليه رباط الزوزني المقابل لجامع المنصور ببغداد.
ثم دخلت سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة فيها ملك محمود بن شبل الدولة نصر بن صالح بن مرداس حلب، على ما تقدم ذكره في سنة اثنتين وأربعمائة. وفيها سار طغريل بك من بغداد إلى بلاد الجبل في ربيع الأول، وجعل الأمير برسق شحنة ببغداد. وفيها توفيت والدة القائم وهي جارية أرمنية، قيل اسمها قطر الندى.
ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة وفاة المعز صاحب إفريقية وفي هذه السنة توفي المعز بن باديس، بضعف الكبد، وكانت مدة ملكه سبعاً وأربعين سنة، وكان عمره لما ملك قيل إحدى عشرة سنة، وقيل ثمان سنين، وملك بعده ابنه تميم بن المعز، ولما مات المعز طمعت أصحاب البلاد بسبب العرب وتغلبهم على بلاد إفريقية كما قدمنا ذكره.
وفاة قريش صاحب الموصل وفيها توفي قريش بن بدران بن المقلد بن المسيب صاحب الموصل ونصيبين، وكانت وفاته بنصيبين، بخروج دم من حلقه وأنفه وأذنيه، وقام بالأمر بعده ابنه شرف الدولة أبو المكارم مسلم بن قريش.
وفاة نصر الدولة بن مروان وفي هذه السنة توفي نصر الدولة أبو نصر أحمد بن مروان الكردي، صاحب ديار بكر -