ومنها:
وقد حصلتم عليها واسم جدكم ... محمد وأبوكم خير منتعل
مررت بالقصر والأركان خالية ... من الوفود وكانت قبلة القبل
ومنها:
والله لا فاز يوم الحشر مبغضكم ... ولا نجا من عذاب الله غير ولي
أئمتي وهدأتي وألذ خيرة لي ... إذا ارتهنت بما قدمت من عمل
والله لا حلت عني حبي لهم أبداً ... ما أخر الله لي في مدة الأجل
وأيضاً له فيهم:
غصبت أمية إرث آل محمد ... سفهاً وشنت غارة الشنئآن
وغدت تخالف في الخلافة أهلها ... وتقابل البرهان بالبهتان
لم تقتنع حكامهم بركوبهم ... ظهر النفاق وغارب العدوان
وقعودهم في رتبة نبوية لم يبنها لهم أبو سفيان
حتى أضافوا بعد ذلك أنهم ... أخذوا بثأر الكفر في الإيمان
فأتى زياد في القبيح زيادة ... تركت يزيدَ يزيدُ في النقصان
ذكر وفاة نور الدين محمود وفي هذه السنة، توفي الملك العادل نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي أقسنقر، صاحب الشام وديار الجزيرة وغير ذلك، يوم الأربعاء حادي عشر شوال، بعلة الخوانيق، بقلعة دمشق المحروسة، وكان نور الدين قد شرع يتجهز للدخول إلى مصر، لأخذها من صلاح الدين، وكان يريد أن يخلي ابن أخيه سيف الدولة غازي بن مودود في الشام، قبالة الفرنج، ويسير هو بنفسه إلى مصر، فأتاه أمر الله الذي لا مرد له، وكان نور الدين أسمر، طويل القامة، ليس له لحية إلا في حنكه، حسن الصورة، كان قد اتسع ملكه جداً، وخطب له بالحرمين واليمن، لما ملكها توران شاه بن أيوب، وكذلك كان يخطب له بمصر.
وكان مولد نور الدين سنة إحدى عشرة وخمسمائة، وطبق ذكره الأرض بحسن سيرته وعدله، وكان من الزهد والعبادة على قدم عظيم، وكان يصلي كثيراً من الليل، كان كما قيل:
جمع الشجاعة والخشوع لربه ... ما أحسن المحراب في المحراب
وكان عارفاً بالفقه على مذهب أبي حنيفة، وليس عنده فيه تعصب، وهو الذي بنى أسوار مدن الشام مثل: دمشمق، وحمص، وحماة، وحلب، وشيزر، وبعلبك، وغيرها. لما تهدمت بالزلازل. وبنى المد ارس الكثيرة، الحنفية والشافعية، ولا يحتمل هذا المختصر ذكر فضائله. ولما توفي نور الدين. قام ابنه الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين محمود بالملك بعده، وعمره إحدى عشرة سنة، وحلف له العسكر بدمشق، وأقام بها، وأطاعه صلاح الدين بمصر، خطب له بها. وضربت السكة باسمه، وكان المتولي لتدبير الملك الصالح، وتدبير دولته، الأمير شمس