"فذكر بإسناده نحوه وزاد بعد قولِ: "سبقك عكاشة". وقال نبيّ الله: "فدى لكم ... ". ولقد كانَ من آثارِ إغفالِه لهذه الزيادة: أنَّ الأَخ الداراني - في تعليقه على هذا الحديث هنا - ختمه بخطأ فاحش، فضعفَ الطريقين بعلّة العنعنة! فقال في تعليقه على طريق سعيد: "إسناده ضعيف كسابقه". وإنَّ من غرائبه: أنَّه بعد هذا التضعيف بسطر واحد؛ عزاه لابن حبان من طريق سعيد - وصححه - دون أن يتنبّه أنّه هو الطريق الذي ضعفه! ولا أَجدُ تعليلًا معقولًا لمثل هذه الأَوهام والغفلات؛ إِلّا الهيام الشديد بالنقل والتخريج، وتسويد الصفحات، وتكثير المجلدات دون تحقيق أو تدقيق يذكر، وقد نبهت على شيءٍ من ذلك فيما تقدّم حسبما تيسر! ومن ذلك قوله - بعد أن عزا الحديث للبزار بواسطة "كشف الأَستار" رقم (٣٥٣٨) بالسند الصحيح -: "وقال البزار: "في "الصحيح" طرف منه من حديث عمران ... " نقول: حديث عمران الذي أَشارَ إليه البزار أَخرجه مسلم ... "! فعزا جملة: "في الصحيح .. " للبزار! وهي للهيثمي، كما يفعل ذلك كثيرًا في كتابنا هذا "الموارد"، ولولا أنّه كرّرَ اسمَ البزار مرتين - كما رأيت - لقلت بأنّه سبق قلم، كما يقع ذلك لغيره، ولكن هذا التكرار يدلّ على أنّه ليس كذلك، والله المستعان، ولا حولَ ولا قوّة إلّا بالله. (١) سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان" وبعض مصادر التخريج، منها "الأدب المفرد" (٧٠٠ - "صحيح الأدب")، وغيره مثل "مسند البزار"، و"أبي يعلى". وقد عزاه الأخ الداراني إليهما دون أن يستدرك منهما هذه الزيادة!