قال الدكتور بشار في تعليقه على "تهذيب المزي"(٩/ ٣٠٠):
"فكأنه ما وقف على توثيق ابن معين له".
قلت: هذا هو الظاهر؛ فإنه لم يذكر في "تهذيبه" هو (٣/ ٣١٣ - ٣١٤) تبعًا لأصله إلَّا توثيق ابن حبان والحاكم، إشارة منه إلى تساهلهما في التوثيق، فقد أصابه والذهبي ما كان أصابني قديمًا في تضعيفي لحديث الإسراء متبعًا إياهما على خطإهما قبل أن أقف على توثيق ابن معين المذكور إياه، فالحمد لله على هداه! والفضل في ذلك يعود إلى الدكتور بشار - بعد الله - سبحانه وتعالى -.
فهل خفي ذلك على الداراني أيضًا؛ و"تهذيب المزي" بين يديه؟! أم هو التجاهل والتعامي عن النصوص لغاية في (نفس يعقوب)؟!
وأخيرًا .. ختم الداراني بحثه بما نقله عن الحافظ ابن حجر أنه قال في "شرح النخبة" في مجهول العين:
"أنه لا يقبل حديثه إلَّا أن يوثقه غير من تفرد عنه على الأصح؛ إذا كان
(١) قلت: كثيرًا ما رأيت الداراني ينقل هذا عن الذهبي حينما يترجم لبعض مجهوليه؛ إما جهلًا بدلالتها، أو تجاهلًا، أو لا مبالاةً بمخالفته! فإنه في سبيل ذلك يخالف بعض الحفاظ المتقدمين كابن المديني وغيره.