للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بشهادة الحافظ السخاوي بالتساهل الذي أنكره الداراني، فأقول:

سبب وصف ابن حبان بالتساهل في التوثيق يعود إلى سببين رئيسيين:

أحدهما: إغفاله ما اشترطه العلماء في الثقة علاوة على عدالته، إلَاّ وهو الضبط والحفظ في الحديث الصحيح، والحسن.

وقد تجلى هذا الإغفال في المئات من رواة "ثقاته" الذين لا يعرفون ألا برواية الواحد والاثنين، وبعضهم ممن صرح هو نفسه فيه بأنه لا يعرفه، وقدمت بعض الأمثلة.

والآخر إخلاله بالشرط الذي وَضَعَهُ هو نفسه في أول كتابه، وذلك قوله في مقدمته:

"لا أذكر فيه إلَاّ الثقات الذين يجوز الاحتجاج بخبرهم".

ثم أكد ذلك بقوله:

أن كل من يذكره فيه؛ فهو صدوق يجوز الاحتجاج بخبره.

ثم نقض ذلك كله نقضًا عجيبًا في عشرات؛ بل مئات من الأمثلة المتضمنة أنواعًا من أسباب الجرح التي تنافي التوثيق، فأذكر الآن عباراته الدالة والصريحة بها، مستغنيًا عن ذكر أسماء الذين جاءت في تراجمهم عنده، مع الإحالة على الصفحة التي ذكروا فيها فيما تقدم لمن أراد التحقق منها:

١ - لا يجوز الاحتجاج به (ص ١٧).

٢ - ليس له غير هذا المنكر الباطل (١٨).

٣ - لست أعرفه، وإنما ذكرته للمعرفة، لا للاعتماد على ما يرويه (وهذا نص هام جدًّا).

٤ - أدخلته في "الضعفاء" (١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>