فقالت: كانَ رأسي في حِجْرِ [ابن] أَبي حُقَيق وأَنا نائمة، فرأيت كأنَّ قمرًا وقع في حجري، فأَخبرته بذلك، فلطمني وقال: تَمَنيَّن مَلِكَ يَثرب؟!
قالت: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أَبغض الناس إِلي، قتلَ زوجي وأَبي وأَخي، فما زالَ يعتذرُ إِليّ، ويقول:
"إنَّ أَباكِ ألَّبّ عليَّ العرب وفعل وفعل"، حتّى ذهب ذلك من نفسي.
وكانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي كلَّ امرأة من نسائه ثمانين وَسقًا من تمر كلَّ عام، وعشرين وسقًا من شعير، فلمّا كانَ زمن عمر بن الخطاب غَشُّوا المسلمين، وأَلقوا ابن عمر من فوق بيت، فقال عمر بن الخطاب: من كانَ له سهم من خيبر؛ فليحضر حتّى نقسمها بينهم، فقسمها عمر بينهم، فقال رئيسهم: لا تخرجنا، دعنا نكون فيها كما أَقرّنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأَبو بكر، فقال عمر لرئيسهم: أَتراني سقط عنّي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[لك]:
"كيفَ بك إِذا أَفْضَت بك راحلتك نحو الشام يومًا ثمَّ يومًا"؟!
وقسمها عمرُ بين من كانَ شهد خيبر من أَهل الحديبية.
صحيح - "صحيح أَبي داود"(٢٦٥٨).
١٤١٦ - ١٦٩٨ - عن أَنس بن مالك، قال:
لمّا افْتَتَحَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر؛ قال الحجاج بن عِلاط: يا رسولَ الله! إنَّ لي بمكة مالًا، وإنَّ لي بها أَهلًا، وإِنّي أُريدُ أَن آتيهم، فأَنا في حل إن [أَنا] نِلتُ منك، أو قلتُ شيئًا؟ فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ما شاء.
[قال:] فأتى امرأته حين قدمَ، فقال: اجمعي لي ما كانَ عندَك؛ فإنّي