للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كنّا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فأَنزلَ [الله] عليه، وكانَ إِذا أُنزلَ عليه دامَ (١) بصره، مفتوحة عيناه، وفرغَ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله، فكنّا نعرفُ ذلك [منه]، فقال للكاتبِ:

"اكتب {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ".

قال: فقام الأَعمى فقال: يا رسولَ اللهِ! ما ذنبنا؟! فأَنزلَ الله عليه، فقلنا للأَعمى: إِنّه يُنزلُ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، [فخاف أن ينزل عليه شيءٌ من أمره] (٢)، فبقي قائمًا، ويقول: أَعوذ بالله من غضب (٣) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - للكاتب:

"اكتب {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} ".

قلت: في الأصح: "أَعوذ بغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

صحيح - "التعليقات الحسان" (٧/ ١٠٦).

١٤٥١ - ١٧٣٤ و ١٧٣٥ - عن أَبي بكر الصديق رضوان الله عليه:

أنّه قال: يا رسولَ الله! كيف الصلاح بعد هذه الآية: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ...} الآية، وكلُّ شيءٍ عملنا جُزينا به؟! فقال:


(١) الأصل: (رامَ)، والتصحيح من "مسند أبي يعلى" وغيره.
(٢) لم يستدركها الأخ الداراني - كعادته - من عدم اهتمامه بتحقيق النص!! وهي في طبعتي "الإحسان".
(٣) قلت: كذا الأصل! ويبدو من قولِ مؤلفه عقب الحديث: "قلت: في الأَصح: أَعوذ بغضب .. " أنَّه الذي في نسختِه من أَصل كتابِه: "صحيح ابن حبان"؛ لكن الذي في طبعتي "الإحسان"، وأصله "مسند أبي يعلى" موافق لما صححه، وهو مشكل؛ لما هو معلوم أنَّه لا يستعاذ بمخلوق، ولفظ الطبراني (١٨/ ٣٣٤/ ٨٥٦): "أتوب إلى الله"، فلعله الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>