قلت: ولا وجه لهذا الاستبعاد، وذلك للوجوه التالية: الأَوّل: مخالفته لهذا الحديث الصحيح، وله شاهد عن سعد بن أَبي وقاص قال: ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأَحد يمشي على الأَرض: إنَّه من أَهل الجنّة إلّا لعبد الله بن سلّام، قال: وفيه نزلت هذه الآية {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ}: أَخرجه البخاري (٣٨١٢)، وابن جرير (٢٦/ ٧). الثاني: أنّه ليس هناك نص صريح في أنَّ الآية مكيّة، فيمكن أن تكون مدنية في سورة مكيّة، وبهذا أَجاب ابن سيرين رحمه الله، كما حكاه الحافظ في "الفتح" (٧/ ١٣٠)؛ قال: "وبه جزم أَبو العباس في "مقامات التنزيل" فقال: "الأَحقاف مكيّة؛ إِلاّ قوله: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ ...} إلى آخر الآيتين". وهو اختيار الشيخ الشنقيطي رحمه الله في "أَضواء البيان" (٧/ ٣٨٠ - ٣٨١)، في كلام جيد له في تفسير الآية؛ فليراجع.