للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عز وجل، فإنه لا قليل من الإثم. وأمرتُك أن تُطرِّز (١) عليهم أرضَهم، وأن لا تَحمِلَ خرابًا على عامر، ولا عامرًا على خرابٍ، ولا تأخذ من الخراب إلا ما يطيق، ولا من العامر إلا وظيفةَ الخراج، في رفقٍ وتسكينٍ لأهل الأرض. وأمرتُك أن لا تأخذ في الخراج [إلا وزنَ سبعةٍ (٢) ليس لها آسٌ (٣)،

ولا] أجور الضرَّابين (٤)، ولا إذابة الفضة، ولا هدية النَّيروز والمِهْرَجان (٥)، ولا


(١) في الأصل: "تطرق". والتصويب من مصادر التخريج. وتطريز الأرض: إصلاح ما فيها من الارتفاع والانخفاض واندراس الأنهار لتكون قابلة لوصول الماء إليها والزراعة فيها. وفي "كتاب الخراج" لأبي يوسف (ص ٢١٤ - تحقيق إحسان عباس): "انظر الأرض". وفي "سراج الملوك" للطرطوشي (ص ٥٤٩): "فاحرز عليهم أرضهم". وكلاهما تحريف.
(٢) يقولون: عشرة دراهم وزن سبعة، لأنهم جعلوا عشرة دراهم وزن سبعة مثاقيل. انظر "العين" (١/ ٣٤٥)، و"تهذيب اللغة" (٢/ ٧١)، و"الصحاح" (سبع)، و"مفاتيح العلوم" للخوارزمي (ص ١٤٢).
(٣) كذا في "الأموال" و"المصنف". وعند ابن زنجويه: "ليس لها أبين". وفي "الخراج" لأبي يوسف (ص ٢١٥): "ليس فيها تِبرٌ". وفي "الرتاج": "ليس فيها تربيص تبرٍ". أي معالجة التبر بالرباص وتصفيته من الغش. ومن معاني "الآس": بقية الرماد وأثر الدار، فكأن المعنى: لا غش فيها ..
(٤) يقال: ضربَ الدرهم ونحوه أي سكَّه وطبَعه.
(٥) النيروز: أول يوم من السنة الشمسية الإيرانية، ويوافق اليوم الحادي والعشرين من شهر مارس من السنة الميلادية. وعيد النيروز أكبر الأعياد القومية للفرس. والمهرجان: احتفال الاعتدال الخريفي، وهي كلمة فارسية مركبة من كلمتين: مِهْر (أي الشمس) وجان (أي الحياة أو الروح).