للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجوّ كالمطر والثلوج والبرد والرياح والصواعق والشُّهب والرعد والبرق والسحاب، والآثار السُفْلِية كالزلازل والمياه وغيرها.

قالوا: ومدبّراتٌ هاديةٌ شائعة (١) في جميع الكائنات حتى لا يُرى موجودٌ (٢) ما خالٍ عن قوةٍ وهدايةٍ بحسب قبوله واستعداده.

وأما أحوال الروحانيات من الرَّوح والريحان والنعمة واللذة والراحة والبهجة والفرح والسرور في جِوار ربِّ الأرباب فمما لا يخطر على قلب بشرٍ، طعامهم وشرابهم: التسبيح والتقديس والتهليل والتمجيد، وأنسهم بذكر الله تعالى وطاعته، فهم بين قائمٍ وراكعٍ وساجدٍ وقاعدٍ لا يريد تبديل حالته التي هو فيها بغيرها، إذ لذته وبهجته وسروره فيما هو فيه.

قالوا (٣): والروحانيات مبادئ الموجودات وموادُّ الأرواح (٤)، والمبادئ أشرف ذاتًا وأسبق وجودًا وأعلى رتبةً من سائر الموجودات التي حصلت بتوسطها، فعالَمها عالَمُ الكمال، والمبدأ منها والمعاد إليها، والمصدر عنها والمرجع إليها، والأرواح إنما (٥) نزلت من عالمها، حتى


(١) في المطبوع: "سارية" خلاف الأصل.
(٢) في الأصل والمطبوع: "بوجود". والتصويب من "الملل والنحل" الذي نقل عنه المؤلف.
(٣) انظر: "الملل والنحل" (ص ٢٨٤).
(٤) في "الملل والنحل": "وعالمها معاد الأرواح".
(٥) في الأصل: "لها". والتصويب من "الملل والنحل".