للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمرٍو في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ} الآية، قال: أخذهم كما يؤخذ بالمشط من الرأس (١).

قال محمد بن نصر: وحدثنا الحسن بن محمد الزَّعفراني، حدثنا حجَّاج، عن ابن جريج، عن الزُّبير بن موسى، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إنَّ الله تعالى ضرب مَنكِب آدم الأيمن، فخرجت كل نفسٍ مخلوقةٍ للجنة بيضاء نقيةً، فقال: هؤلاء أهل الجنة. ثم ضرب منكبه الأيسر، فخرجت كل نفسٍ مخلوقةٍ للنار سوداء، فقال: هؤلاء أهل النار. ثم أخذ عهدهم على الإيمان به، والمعرفة له وبأمره، والتصديق له وبأمره، من بني آدم كلهم، وأشهَدَهُم على أنفسهم، فآمنوا وصدقوا وعرفوا وأقرُّوا (٢).

قال إسحاق: وحدثنا رَوح بن عُبادة، حدثنا محمد بن عبد الملك، عن أبيه، عن الزبير بن موسى، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بهذا الحديث، وزاد: قال ابن جريج: وبلغني أنَّه أخرجهم على كفِّه أمثال الخردل (٣).


(١) أخرجه أيضًا الطبري (١٠/ ٥٥٣) من طريق جرير عن منصور به. وأخرجه الطبري (١٠/ ٥٥٢) وابن أبي حاتم (٥/ ١٦١٣) من طريقين آخرين عن منصور به.
(٢) وأخرجه أيضًا ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (١٤٥٣) من طريق الحسن بن محمد الزعفراني به. وأخرجه الطبري (١٠/ ٥٥٦) وابن منده في «الرد على الجهمية» (٣٥) من طريقين آخرين عن حجاج بن محمد به، وأخرجه الفريابي في «القدر» (٦٨) ــ ومن طريقه الآجري في «الشريعة» (٤٤٢) ــ من طريق عبد الله بن المبارك عن ابن جريج به. وإسناده لا بأس به في المتابعات.
(٣) لم أجد من أخرجه بهذه الطريق، وقول ابن جريج آخرَ الحديث: «بلغني ... » مروي في عند الطبري وابن منده من طريق حجاج عنه، انظر التخريج السابق.