للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاغِ أسلمَ من قومِهم خُزاعة أُناس، كأمينة بنت خلف (١)، وعاتكة أمُّ معبد (٢)، ومعتب بن عوف بن عامر (٣)، وغيرهم (٤).

وأمَّا الوصفُ الثَّاني: فإنَّ بني المُصطلق أعلنوا الحربَ على دولةِ الإسلامِ في حِلفِها مع قريشٍ (حِلفَ الأحابيش) (٥)! فكان أوَّل مَوقفٍ عَدائيٍّ منهم تُجَاه الإسلامِ أنْ أسهَمُوا ضمنَ هذا الحِلفِ في غزوةِ أُحُد (٦)؛ وفي هذا لكفايةُ عُذرٍ لغزوِهم.

ثمَّ هم لم يكتفوا بما فَعلوه في أُحدٍ، حتَّى سارَ الحارث بن ضرار سيِّدُ بني المُصطلقِ في قومِه ومَن قدِر عليه مِن العرب لحربِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة! وقد أتاهُ بخبرِهم بُريدة بن الحصيب رضي الله عنه (٧).

على هذا نقول: إنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم لم يَستجِز الإغارةَ على بني المصطلقِ لمُجرَّدِ بلوغِ الدَّعوةِ مَسامِعَهم، وإنَّما استحَثَّه على ابتدارِهم بالقتالِ أيضًا ما قد عَلِمه صلى الله عليه وسلم


(١) ويُقال: هَمينة، وهي زوجة خالد بن سَعِيد بن العاص رضي الله عنه، هاجرت مع زوجها إلى أرض الحبشة، وولدت بأرض الحبشة سعيدًا وأمَة، انظر «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٤/ ٩٧)، و «المؤتلف والمختلف» للدارقطني (٤/ ٢٠٤٩).
(٢) واسمها عاتكة بنت خالد بن خليف، وكان منزلها بقديد، وهي التي نزل عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة، انظر «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٨/ ٢٢٨).
(٣) ويُقال له: معتب بن الحمراء، يُكنى أبا عَوْف، من مهاجرة الحبشة الثانية، شهِد بَدرًا وأُحُدًا، وما بعدها، ومات سنة (٥٧ هـ)، انظر «الطبقات الكبرى» (٣/ ٢٦٤).
(٤) انظر «مرويات غزوة بني المصطلق» لـ د. إبراهيم قريبي (ص/٦٥).
(٥) نسبةً إلى وادٍ أسفل مكَّة يُدعى الأحبش، تحالفت عنده قريشٌ وبعض القبائلِ القريبةِ على أنهم يد على من سواهم، انظر «سيرة ابن هشام» (١/ ٣٧٣)، و «فتح الباري» لابن حجر (٥/ ٣٣٤).
(٦) انظر «مغازي الواقدي» (١/ ٢٠٠)، و «سيرة ابن هشام» (٢/ ٦١).
(٧) انظر «مغازي الواقدي» (١/ ٤٠٥)، و «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٢/ ٦٤)، يقول د. أكرم العمري: «وقد جمَعَ ـ أي ابن سعد ـ الأسانيد في أول الكتاب في أول هذه المجلدة، وأحال عليها في هذه الصفحة بلفظ (قالوا)، وهي من طريق الواقدي، وأبي معشر السندي، وموسى بن عقبة، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، ومثل هذا الجمع للأسانيد معيب، لاختلاط كلام الضعفاء والثقات ببعضه، وصعوبه تخليصه» انظر «السيرة النبوية الصحيحة» له (٢/ ٤٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>