للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أغراضِ هجماته، ما أبلغ أحدَ رُوَّادِهم أن يَصرُخ حَنقًا مِن الحركةِ السُّنِّية المعاصرةِ يُعيِّرَها بـ «اعتمادِها شبهِ المُطلقِ على (قال الله)، و (قال الرَّسول)! .. واستشهادِها بالحُجَجِ النَّقليَّة، دون إعمالٍ للحسِّ والعقل، وكأنَّ الخبرَ حُجَّة! وكأنَّ النَّقلَ برهان!» (١).

ولسنا نزعمُ أنَّ أربابَ هذا التَّيارِ العَلمانيِّ المُستغرِب على وِفاقٍ كلَّهم في تصنيفٍ السُّنة؛ إذ فيهم المُشكِّكَ في أصلِ وجودِها رأسًا، ومنهم مَن يطعنُ في عصمة النَّبي صلى الله عليه وسلم (٢)، أو يَنفي وحيَ سُنَّتِه (٣)، أو يطعنُ في رُواتِها جملةً (٤).

وفيهم مَن يَقبل المتواترَ منها دون الآحاد على مَضَضٍ، وتَجِد فيهم مَن يقبلُ هذه شرطَ أن تُوافق عقلَه وذوْقَه، وإلَّا فالسُّنَة عنده غير صالحةٍ أصلًا للتَّطبيقِ في زمنِه (٥)، ويكاد يكون الأصل الَّذي يتَّفق عليه جميع العَلمانيُّون، وتفصيلُه في الآتي:


(١) «التراث والتجديد» لحسن حنفي (ص/٤٥).
(٢) كما في «السُّنة بين الأصول والتاريخ» لحمادي ذويب (ص/٨١ - ٨٧).
(٣) كما في «الوحي والقرآن والسُّنة» لهشام جعيط (ص/٣٥ - ٤٠).
(٤) كما في «الحديث النبوي» لمحمد حمزة (ص/٢٩٤ - ٢٩٥)، و «تدوين السنة» لإبراهيم فوزي (ص/١٦٦ - ١٦٧).
(٥) «تدوين السُّنة» لإبراهيم فوزي (ص/٤١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>