(٢) كالدراقطني وتبعه البيهقي كما في «السنن الكبرى» (٢/ ٧٤)، وابن عبد البر في «التمهيد» (٢/ ٢٢٨). (٣) أخرجه البخاري (ك: الصلاة، باب: ما يقال بعد التكبير، برقم: ٧٤٣)، عن أنس رضي الله عنه بلفظ: «إن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر رضي الله عنهم كانوا يفتتحون الصلاة بـ (الحمد لله رب العالمين»). (٤) انظر «التقييد والإيضاح» للعراقي (ص/١١٨).
قلت: ذهب ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (٢٢/ ٤١٣) إلى أنَّ حمل الافتتاح بـ (الحمدُ لله رب العالمين) على السُّورة لا الآية ممَّا تستبعده القريحة، وتمجُّه الأفهام الصحيحة، لأنَّ هذا من العلم الظَّاهر الَّذي يعرفه العام والخاص، كما يعلمون أن الفجر ركعتان، وأن الظهر أربع، وأن الركوع قبل السجود، والتشهد بعد الجلوس إلى غير ذلك، فليس في نقل مثل هذا فائدة، فكيف يجوز أن نظن أن أنسًا قصد تعريفهم بهذا، وأنهم سألوه عنه؟ وإنما مثل هذا مثل من يقول: فكانوا يركعون قبل السجود، أو فكانوا يجهرون في العشاءين والفجر، ويخافتون في صلاة الظهر والعصر .. إلى غير ذلك من الأدلَّة الَّتي ذكرها ابن تيمية في ردِّ هذا القول، وقد نقلها عن ابن تيمية العَينيُّ في شرحه لـ «سنن أبي داود» (٣/ ٤٠٣) بنفسِ عباراتِ ابن تيمية دون أن يعزوها إليه! (٥) صحَّح الحديث بهذه الجملة في آخره: مالك في «الموطأ» (ص/٨١)، وابن خزيمة في «صحيحه» (١/ ١٤٩ - ١٥٠) من حديث حميد الطويل عن أنس بمعناه، وحسَّنه الترمذي من حديث عبد الله بن مغفل في «جامعه» (٢/ ١٢) وقال: «والعَمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم». وصحَّحه أيضًا: ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (٢٢/ ٤١٤)، وابن كثير في «الأحكام الكبير» (٣/ ٤٦)، وابن رجب في «فتح الباري» (٦/ ٣٨٩)، وابن عبد الهادي في «المحرر في الحديث» (١/ ١٨٧).