للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأف لدُنْيَا لَا يَدُوم سرورها ... تقبل تاراتٍ بِنَا وتصرفُ

فَقَالَ سَعْد: قَاتل اللَّه عَدِيّ بْن زَيْدُ كَأَنَّهُ كَانَ ينظر إِلَيْهَا حَيْث تَقول:

إِن للدهر صَوْلةً فاحْذَرَنْها ... لَا تبين قَدْ أمنت الشُّرُورا

قَدْ يبيت الْفَتى مُعَافًى فيُرْزَا ... وَلَقَد كَانَ آمنا مَسْرُورًا

وَأَكْرمهَا سَعْد وَأحسن جائزتها فَلَمَّا أَرَادَت فِرَاقه، قَالَتْ: حَتَّى أُحَيِّيك تحيةَ أمْلاكِنَا بَعضهم بَعْضًا: لَا جعل الله لَك إِلَّا لئيمٍ حَاجَة، وَلَا زَالَ لكريم عنْدك حَاجَة، وَلَا نزع من عَبْد صَالح نعْمَة إِلَّا جعلك سَببا لردّها عَلَيْهِ. فَلَمّا خرجت من عِنْدَهُ تلقاها نساءُ الْمِصْر فَقُلْنَ لَهَا: مَا صنع بك الْأَمِير؟ قَالَتْ:

حَاطَ لي ذِمّتي وَأكْرم وَجْهي ... إِنَّمَا يُكْرم الكريمُ الكَريما

الْمُغيرَة بْن شُعْبَة يعرض عَلَيْهَا الزواج فترفُض

وَقد روينَا بِإِسْنَاد لَمْ يحضر الْآن وَلَعَلَّه يَأْتِي فِيمَا بَعْدَ، أنَّ الْمُغيرَة بْن شُعْبَة خطب حُرَقة هَذِهِ، فَقَالَت: لَهُ: إِنَّمَا أردتَ أَن يُقَالُ: تزوج ابنةَ النعمانَ بْن الْمُنْذر وَإِلَّا فأيُّ حَظّ لأعورَ فِي عَمْياء.

أمُّ جَعْفَر البرمكيِّ وَمَا وصلتْ إِلَيْهَا حالَتُها من عظة وعبرة

حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن القَاسِم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر الضَّرِير وَجه الْهِرَّة، قَالَ: حَدَّثَنِي غَسَّان بْن مُحَمَّد بْن القَاضِي، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الهاشميّ صَاحب صَلاة الْكُوفَة قَالَ: دخلتُ عَلَى أمِّي فِي يَوْمَ أضحى وَعِنْدهَا امْرَأَة بَرزَة فِي أَثوَاب دنسة رثَّة، فَقَالَت لي: أتعرفُ هَذِهِ؟ قلت: لَا، قَالَتْ: هَذِهِ عبَادَة أم جَعْفَر بْن يحيى بْن خَالِد، فسلّمت عَلَيْهَا ورحبت بهَا وَقتل لَهَا: يَا فُلَانَة! حدثيني بِبَعْض أَمركُم، قَالَتْ: أذكُر لَك جملَة كَافِيَة فِيهَا اعْتِبَار لمن اعْتبر، وموعظة لمن فكر، لَقَدْ هجم عليّ مثل هَذَا الْعِيد وعَلى رَأْسِي أَربع مائَة جَارِيَة ووصيفة وَأَنا أزعم أنَّ جَعْفَر ابْني عاقٌّ بِي، وَقد أتيتكم فِي هَذَا الْيَوْم وَالَّذِي يُقْنعني جلدُ شَاتين أجعَل أَحدهمَا شعاراً وَالْآخر دثارًا.

زُبَيْري يقُتُّ بهاشم

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن يُونُس بْن أبي اليسع أَبُو إِسْحَاق السبيعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عُمَر بْن شبة، قَالَ: لمّا قَالَ الزبيرِي للرشيد فِيمَا أغراه بِيَحْيَى بْن عَبْد اللَّه بْن حَسَن وَعند الرشيد يحيى، فَقَالَ: إِن هَذَا يُخْبِرنِي عَنْكَ بِأُمُور إِن صحّت وَجب عليّ تأديبك وَإِن أَتَى التأديبُ عَلَى نَفسك. قَالَ يحيى: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ! إِنَّمَا النّاس نَحْنُ وَأَنْتُم، فَإِن خرجنَا عَلَيْكُمْ فِيمَا أكلْتُم وأجعتمونا، ولبستم وأعريتمونا، وركبتم وأرحلتمونا، فَوَجَدنَا بذلك مقَالا فِيكُم ووجدتُم بخروجنا عَلَيْكُمْ مقَالا فِينَا يتكافأ فِيهِ القَوْل، وَيعود أَمِير الْمُؤمنِينَ فِيهِ

<<  <   >  >>