زَمَانه، قَالَ: من أَيْنَ؟ قَالَ: من خُرَاسَان، قَالَ: هَلْ كَانَ وَرَاءَك من غيث؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِن لَا أحسن أَن أَقُول كَمَا قَالَ هَؤُلاءِ، قَالَ: فَمَا تحسن أَنْت؟ قَالَ: أصابتني سَحَابَة بحلوان فَلم أزل أَطَأ فِي أَثَرهَا حَتَّى دخلتُ عَلَى الْأَمِير، قَالَ: إِن كنت أقصرهم فِي الْمَطَر قصَّة، إِنَّك لأطولهم بِالسَّيْفِ خطْوَة
عود إِلَى خبر الشَّعْبِيّ مَعَ الحَجَّاج
وحَدثني أَبِي رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الصُّوفيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عُمَر الأقطع الرقي، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْن يُونُس، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبّاد بْن مُوسَى رَجُل من أَهْلَ وَاسِط عَنْ أبي بَكْر الْهُذلِيّ، عَنِ الشَّعْبِيّ، قَالَ: أَتَى بِي الحَجَّاج موثقًا فَلَمّا انتهينا إِلَى بَاب الْقصر لَقِيَنِي يزِيد بْن أبي مُسْلِم، فَقَالَ: إنّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون يَا شعبي لمّا بَيْنَ دفتيك من الْعلم، وذَكَرَ الحَدِيث.
وروى لَنَا خبر الحَجَّاج مَعَ الشَّعْبِيّ عَلَى نَحْو مَا أَتَيْنَا بِهِ فِي هَذَا الْجُزْء من غَيْر طَرِيق، وَبَعض رواياته يخْتَلف ألفاظها وَيزِيد بَعْضهَا عَلَى بَعْض، وَأَنا أذكر هَا هُنَا طَرِيقا حضرني وَقرب مني.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان النهرواني، وَحَمْزَة بْن الْحُسَيْن بْن عُمَر أَبُو عِيسَى السِّمْسار، قَالَا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مَنْصُور الرَّمَادِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُف بْن بهْلُول التّميميّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِر بْن نُوح الْحماني، قَالَ: حَدَّثَنِي مجَالد، عَنِ الشَّعْبِيّ، قَالَ: لمّا قَدِمَ الحَجَّاج الْكُوفَة قَالَ لِابْنِ أبي مُسْلِم: اعْرِض على الْعُرَفَاء، فعرضهم عَلَيْهِ فَرَأى فيهم وحشًا من وَحش النّاس، قَالَ: وَيحك: هَؤُلاءِ خلفاء الْغُزَاة فِي عِيَالهمْ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اطرحْهُم واغدُ عليّ بالقبائل، فغدا عَلَيْهِ بالقبائل عَلَى رَايَاتها، فَجعلُوا يُعْرضون عَلَيْهِ فَإِذا وَقعت عينه عَلَى رَجُل دَعَاهُ، فَدَعَا بالشّعْبيِّين فمرت بِهِ السن الأولى فَلم يدع مِنْهُم أحدا، وَمَرَّتْ بِهِ السن الثَّانِيَة فدعاني، فَقَالَ: من أَنْت؟ فَأَخْبَرته؟ فَقَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَست، فَقَالَ: قَرَأت؟ قلت: نَعَمْ، قَالَ: رويت الشّعْر؟ قلت: قَدْ نظرت فِي مَعَانِيه، قَالَ: نظرت فِي الْحساب؟ قلت: نَعَمْ، فَقَالَ: لِابْنِ أبي مُسْلِم: إِنَّا لنحتاج إِلَيْهِ فِي بَعْض الدَّوَاوِين، قَالَ: رويت مغازي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قلت: نَعَمْ قَالَ: حَدَّثَنِي بِحَدِيث بدر، قَالَ: فابتدأت لَهُ من رُؤيا عَاتِكَة حَتَّى أذِّن المؤذنّ لِلظهْرِ، ثُمَّ دَخَلَ وَقَالَ: لَا تبرحْ، فَخرج فصلّى الظّهْر وأتممتُها لَهُ، فجعلني عَرِيفًا عَلَى الشّعْبييِّن ومِنْكبًا عَلَى جَمِيع هَمدان وفَرَضَ لي فِي الشّرَف، فَلم أزل عِنْدَهُ بِأَحْسَن منزلَة حَتَّى كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأَشْعَث، فَأَتَانِي قراء أَهْلَ الْكُوفَة فَقَالُوا: يَا أَبَا عَمْرو! إِنَّك زعيم الْقُرَّاء، فَلم يزَالُوا لي حَتَّى خرجتُ مَعَهم فَقُمْت بَيْنَ الصفين أَذْكُر الحَجَّاج وأعيبه بأَشْيَاء قَدْ علمتُها، قَالَ: فبلغني أَنَّهُ قَالَ: أَلا تعْجبُونَ من هَذَا الشَّعْبِيّ الَّذِي جَاءَنِي وَلَيْسَ فِي الشّرف من قومه، فألحقتُه بالشرف، وَجَعَلته عَرِيفًا عَلَى الشّعْبييِّن ومِنْكبًا عَلَى هَمْدان، ثُمَّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute