وَمِنْه حَاجَة لَهَا كفة، وحاجات لَهَا كفف أَي نِهَايَة تجمعها وتحيط بهَا وتكفها عَن التشذب والانتشار. وَمن ذَلِك قَول الْأَعْشَى مَيْمُون بن قيسٍ:
كَانَت وصاة وحاجات لَهَا كفف ... وَأَن صحبك إِن ناديتهم وقفُوا
هفوة من سوارح الْعقل الْبَاطِن
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأنبَاريّ قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سَعْدَان قَالَ حَدَّثَنَا ا؟ لأصمعي عَن عَبد اللَّه بْن صَالح قَالَ، قَالَ لي رجل من حَارِثَة بْن لَام: أضافني رجل من بني تغلب فَأحْسن ضيافتي فَأَفلَت من لساني هَذَا الْبَيْت:
والتغلبي إِذا تنحنح للقرى ... حك آسته وتمثل الأمثالا
فَلَمَّا قلته خجلت وَسقط فِي يَدي، فَقَالَ لي: يَا عَبد اللَّه انبسط، فَإِنَّمَا قلت كلمة مقولة.
أحلى قولٍ للمستملي
حَدثنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زيادٍ الْمقري قَالَ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مَحْمُود بمرو قَالَ، سَمِعت يحيى بْن أَكْثَم يَقُول: كنت قَاضِيا وأميراً ووزيرا وقاضيا عَليّ الْقُضَاة مَا ولج سَمْعِي أحلى من قَول الْمُسْتَمْلِي: من ذكرت رَضِيَ اللَّهُ عَنْك؟
مَجْمُوعَة حكم
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبد اللَّه السليطي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُنْذر الْهَرَوِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن شكر، قَالَ حَدَّثَنِي حطَّان بْن عبد الرَّحْمَن الجندي، قَالَ حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْن سُلَيْمَان الجندي قَالَ، قَالُوا: دعامة الْعقل الْحلم وَجَمَاعَة الصَّبْر. وَأعلم أَن هَذِه الدُّنْيَا دوَل، فَمَا كَانَ مِنْهَا للْإنْسَان أَتَاهُ على ضعفه، وَمَا كَانَ مِنْهَا عَلَيْهِ لم يَدْفَعهُ بقوته. وَقَالُوا: الشَّرّ مخوف من كل وجهٍ، والنفع مرجو من كل ناحيةٍ، وَمَا أَكثر مَا يَأْتِي الْخَيْر من وُجُوه الْخَوْف وَيَأْتِي الشَّرّ من نَاحيَة الرَّجَاء.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَليّ القَاضِي النَّيْسَابُورِي، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمسيب الأرغياني، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خبيق، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبد اللَّه الْحلَبِي، قَالَ سَمِعت أَبَا إِسْحَاق الْفَزارِيّ يَقُول: إِن للحوئج فُرْسَانًا كفرسان الْحَرْب. وَقَالَ لي أَبُو إسحاقك إِن الرجل ليسألني عَن حَالي وَلَو أخْبرته لشمت بِي.
عَمْرو بْن عبيد يعظ الْمَنْصُور
حَدثنَا عُمَر بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن مَالك الشَّيْبَانيّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَارِث بْن أَبِي أُسَامَة، قَالَ حَدَّثَنَا الْمَدَائِنِي، قَالَ: دخل عَمْرو بْن عبيد على الْمَنْصُور فَقَالَ: إِن الله تَعَالَى أَعْطَاك الدُّنْيَا بأسرها، فاشتر نَفسك مِنْهُ بِبَعْضِهَا، وَاحْذَرْ لَيْلَة تمخض عَن يومٍ لَا لَيْلَة بعده. قَالَ: فَبكى أَبُو جَعْفَر، قَالَ عَمْرو: انبذ عَنْك الْبكاء واترك مَا تنكر إِلَى مَا تعرف، وَاعْلَم أَن رَبك لبالمرصارد، وَالسَّلَام.