للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَاذَا تَقُولُ لطفلةٍ ... فِي الجسر منزلُها شريفه

تصبو إِلَى زين الورى ... من غير مأثمةٍ عفيفهْ

فَقلب الرقعة وَكتب على ظهرهَا:

يَا مَنْ تكاملَ ظَرْفُها ... حالُ الْهوى حالٌ شريفهْ

إِن كنتِ صادقةَ الَّذِي ... كاتَمتِ من حذرٍ وخيفه

فلك السَّعَادَة والشها ... دة والجلالَةُ يَا شريفهْ

هَذَا الفصاحُ بِعَيْنِه ... وَبِه يَقُول أَبُو حنيفهْ

رقْعَة تلقى إِلَى القَاضِي الْأَنْطَاكِي وَجَوَابه عَنْهَا

قَالَ أَبُو بكر النقاش: وأُلْقِيَتْ رقعةٌ إِلَى أبي بكر القَاضِي أَحْمَد بن مُوسَى الْأَنْطَاكِي مكتوبٌ فِيهَا:

أيُّها الفاضلُ الكثيرُ الْعِدَاتِ ... صانَكَ الله عَن مقَام الدُّناة

أَيكُون القصاصُ من فتكِ لحظٍ ... من غزالٍ مورَّد الوَجَنَاتِ

أم يخافُ العذابَ من هُوَ صبٌّ ... مبتلى بالزفيرِ والْحَسَراتِ

لَيْسَ إِلَّا العفاف وَالصَّوْم والنس ... ك زاجرًا عَن الشُّبُهَات

فأخذَ الرقعة وَكتب على ظهرهَا:

ياظريف الصَّنِيع والآلات ... وعظيمَ الأشجان واللوعات

إنْ تَكنْ عَاشِقًا فَلم تأت ذَنبا ... بَلْ ترقيتَ أَرْفَع الدَّرَجَات

فلك الحقُّ وَاجِبا إِن عرفنَا ... من تعلَّقته من الحجراتِ

أَن أكون الرَّسُول جَهرا إِلَيْهِ ... إِذْ تنكَّبت مُوبِقَ الشُّبُهَات

وَمَتى أَقضِ بِالْقصاصِ على اللح ... ظ حَبِيبِي أُخْطئْ طريقَ الْقُضَاةِ

الفتك: بَطش الإِنْسَان بِغَيْرِهِ على وَجه الْمَكْر والغدر، يدلّ على ذَلِكَ مَا روى عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْإِيمَان قيَّد الفتكَ، لَا يفتك مُؤمن "، وَفِيهِ ثَلَاث لُغَات فَتْك وفُتْك وَفِتْك.

خبرٌ آخر لذِي القرنين

حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الأَزْدِيّ قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أبي الدُّنْيَا قَالَ، حَدَّثَنِي يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل قَالَ، أَخْبَرَنَا حَيَّان بن مُوسَى قَالَ، أَخْبَرَنَا عبد الله بن الْمُبَارك قَالَ، أَخْبَرَنَا رشيد بن سعد قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرو بن الْحَارِث عَن سعد بن أبي هِلَال أَنَّهُ بلغه أَن ذَا القرنين فِي بعض مسيره دخل مَدِينَة فاستكفَّ عَلَيْهِ أَهلهَا ينظرونَ إِلَى موكبه: الرِّجَال وَالنِّسَاء وَالصبيان، وَعند بَابهَا شيخٌ على جمل، فمرَّ بِهِ ذُو القرنين فَلم يلْتَفت الشَّيْخ إِلَيْهِ، فَعجب ذُو القرنين لَهُ. فأرسلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا شَأْنك؟ استكفَّ الناسُ ونظروا إِلَى موكبي، فَمَا بالك أَنْت؟ قَالَ: لم يُعجبنِي مَا أَنْت فِيهِ، إِنِّي رأيتُ ملكا مَاتَ فِي يَوْم كَذَا هُوَ

<<  <   >  >>