للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البقار البليد السَّرَاوِيل، وَقَالَ لأَحْمَد: يَا هَذَا لقد رعيت لنا رِعَايَة لم يتقدمها إحساننا إِلَيْك وحفظت علينا مَا نرجو أَن نَتَّسِع، لمكافأتك عَلَيْهِ ومعاذ الله أَن أسلمك أَو أفرج عَنْك أَو تنالك يَد ولي قدرَة على منعهَا مِنْك، أَو أوثر خَاصَّة وحميمًا عَلَيْك مَا أمتد بِي عمر أَو تراخي بِي أجل، فَكُن معي فأمرك نَافِذ فِي كل مَا ينفذ فِيهِ أَمْرِي؛ وَلم يجب الْمَأْمُون على كِتَابه، فَلم يزل مَعَه إِلَى أَن ولي الْخلَافَة وَإِلَى أَن ولي الواثق وَإِلَى أَيَّام المتَوَكل، فأوقع بِهِ.

قَالَ القَاضِي أَبُو الْفرج: قَول الْمَأْمُون ليحيى: أوطأتني العشوة يُقَال فِيهَا: العشوة والعشوة. وَقَالَ بعض عُلَمَاء اللُّغَة: الضَّم فِيهَا أفْصح اللُّغَات.

لَا ينقص الْكَامِل نفع عِيَاله

حَدثنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأنبَاريّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمَرْزُبَان قَالَ حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْن مُحَمَّد قَالَ: رأى رجل مُحَمَّد بْن كناسَة يحمل بِيَدِهِ بطن شاه فَقَالَ لَهُ: أَنا أحملهُ لَك فَقَالَ:

لَا نقص الْكَامِل من كَمَاله ... مَا جر من نفع إِلَى عِيَاله

[شعر لعريب]

حَدثنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو العيناء قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حَامِد قَالَ: لما توفّي عمي مُحَمَّد بْن حَامِد وَهُوَ الَّذِي كَانَت عريب تحبه صَار أَبِي إِلَى منزله لينْظر إِلَى تركته فَأخْرج إِلَيْهِ سفط مختوم، فَإِذا فِيهِ رقاع عريب، فَجعل يتصفحها ويضحك، فَأخذت مِنْهَا رقْعَة فَإِذا فِيهَا شعر لَهَا:

ويلي عَلَيْك ومنكا ... أوقعت فِي الْقلب شكا

زعمت أَنِّي خؤون ... جورا عَليّ وإفكا

وَلم يكن ذَاك مني ... إِلَّا مجونًا وفتكا

إِن كَانَ مَا قلت حَقًا ... أَو كنت حاولت تركا

فأبدل الله قلبِي ... بفتكة الْحبّ نسكا

الرشيد وَلحم الْجَزُور

حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن بن زِيَاد والمقري قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى ثَعْلَب قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَالِيَة الشَّامي عَن إِبْرَاهِيم بْن الْمهْدي أَنه كَانَ يتغدى مَعَ الرشيد فِي يَوْم شاتٍ، وَأَن الرشيد سَأَلَ صَاحب المطبخ: هَل عِنْده برمة من لحم الْجَزُور؟ فَأعلمهُ أَن عِنْده عدَّة ألوان مِنْهُ، فَأمر بإحضار مَا عِنْده مِنْهُ، فَقدمت إِلَيْهِ صَحْفَة وَمد يَده إِلَى لقْمَة مِنْهَا فَأدْخلهَا فِي فِيهِ، فَلَمَّا حرك لحييْهِ عَلَيْهَا مرَّتَيْنِ ضحك جَعْفَر بْن يحيى، فَسَأَلَهُ الرشيد عَن سَبَب ضحكه، وَأمْسك عَن المضغ، فَقَالَ: ذكرت كلَاما دَار بيني وَبَين جاريتي البارحة فَضَحكت مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ الرشيد: هَذَا محَال، فَأَخْبرنِي عَن السَّبَب بحقي عَلَيْك، فَقَالَ لَهُ جَعْفَر: إِذا ابتلع أَمِير الْمُؤمنِينَ لقمته حدثته السَّبَب، فَأخْرج لقمته من فِيهِ وَأَلْقَاهَا تَحت

<<  <   >  >>