مَعْلُومَات أَبِي حنيفَة فِي التَّارِيخ
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن زِيَاد الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن خُزَيْمة بنَيْسابور، عَنِ الْمُزَني، عَنِ الشّافعيّ، قَالَ: مضى أَبُو يُوسُف القَاضِي ليسمع الْمَغَازِي من أَبِي إِسْحَاق أَوْ من غَيره فأخَلَّ مجْلِس أَبِي حنيفَة أَيَّامًا فَلَمَّا أَتَاهُ، قَالَ لَهُ أَبُو حنيفَة: يَا أَبَا يُوسُف من كَانَ صَاحب راية طالوت؟ قَالَ لَهُ أَبُو يُوسُف: إِنَّك إِمَام وَإِن لَمْ تُمْسِكْ عَنْ هَذَا سَأَلتك واللَّه عَلَى رُؤُوس الْمَلأ أَيّمَا كَانَتْ أولى بَدْرًا أَوْ أُحدًا، فَإنَّك لَا تَدْرِي أَيُّهُمَا كَانَ قبل، فَأمْسك عَنْهُ.
بعض مَا رثى بِهِ البرامكة
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مَزْيَد، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَير بْن بَكَّار، قَالَ: حَدَّثَنِي عمي مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه، قَالَ: لما قُتِل جَعْفَر بْن يَحْيَى وصُلِبَ بِبَاب الْحَسَن رأسُه فِي نَاحيَة وَجَسَده فِي نَاحيَة، مرت بِهِ امْرَأَة عَلَى حمارٍ فارهٍ فوقفت عَلَيْه، ثُمّ نظرت إِلَى الرَّأْس، فَقَالَت بِلِسَان فصيح: واللَّه لَئِن صرتَ الْيَوْم آيَة لقَدْ كُنْت فِي المكارم غَايَة، ثُمّ أنشأت تَقُولُ:
بكيتُ عَلَى يَحْيَى وأيقنتُ أَنما ... قُصَارَى الفَتَى يَومًا مُفَارَقَةُ الدُّنْيَا
وَلما رَأَيْتُ السَّيف خَالَطَ جعفرًا ... ونادى مُنَادِي للخليفةِ فِي يَحْيَى
وَمَا هِيَ إِلا دولةٌ بعد دولةٍ ... تُخوِّلُ ذَا نُعْمى وتعقُبُ ذَا بَلْوَى
إِذا أنزلتْ هَذَا منازلَ رِفْعةً ... من الْملك حَطّت ذَا إِلَى غَايَة سُفْلَى
ثُمّ حركتِ الحمارَ فكَأَنَّها كانتْ رِيحًا لَمْ تُعرف.
قَالَ القَاضِي أَبُو الفَرَج: قَدْ رَوَى لنا فِيمَا رُثي بِهِ البرمكيُّ بعض من وقف عَلَى خشبته غَيْر حِكَايَة، وَسَتَأْتِي بعد إِن شَاءَ اللَّه.
أضمر الْملك لنا شرا
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن كَامِل، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن حَمَّاد القَيْسيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي السرى، قَالَ هِشَام بْن مُحَمَّد بْن السّائب الْكَلْبِيّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خرج كسْرَى فِي بعض أَيَّامه للصَّيْد وَمَعَهُ أَصْحَابه، فَعَن لَهُ صيدٌ فَتَبِعَهُ حَتَّى انْقَطع عَنْ أَصْحَابه وأظلته سَحَابَة فأمطرت مَطَرا حَال بَين أَصْحَابه وَبَين اللحوق بِهِ فَمضى لَا يدْرِي أَيْنَ يقْصد، فرُفع لَهُ كوخٌ فقصده فَإِذا عجوزٌ بِبَاب الكوخ وَأدْخل فرسه وَأَقْبل اللَّيْل فَإِذا ابنةُ الْعَجُوز قَدْ جَاءَت مَعهَا بقرة قَدْ رعتها بِالنَّهَارِ، فأدخلتها الكوخ وكسرى ينظر، فَقَامَتْ الْعَجُوز إِلَى الْبَقَرَة وَمَعَهَا آنِية فاحتلبت الْبَقَرَة لَبَنًا صَالحا وكسرى ينظر، قَالَ: فَقَالَ فِي نَفسه: يَنْبَغِي أَن يَجْعَل عَلَى كُلِّ بقرة إتاوة، فَهَذَا حلابٌ كثيرٌ وَأقَام بمكانه، فَلَمَّا مضى أَكثر اللَّيْل، قَالَت الْعَجُوز: يَا فُلَانَة! قومِي إِلَى فُلَانَة فاحتلبيها، فَقَامَتْ إِلَى الْبَقَرَة فَوَجَدتهَا حَائِلا لَا لبن فِيهَا، فنادت أُمَّها: يَا أُمَّتاه قَدْ واللَّه أضمر لنا المَلِكُ شَرًّا، قَالَتْ: وَمَا ذَاك؟ قَالَتْ: هَذِهِ فُلَانَة حائلٌ مَا تُبِسُّ بقَطْرة، قَالَ: فَقَالَت لَهَا أمهَا: امكُثي عيها قَلِيلا، قَالَ: فَقَالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute