للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشَّامي، قَالَ: سَأَلَ أَمِير الْمُؤْمِنِين الْمَأْمُون يَحْيَى بْن أَكْثَم عَنِ الْعِشْق مَا هُوَ؟ فَقَالَ: هُوَ سوانح تَسْنَحُ للمرءِ فيهيمُ بهَا قَلْبُه، وتُؤْثرها نَفسه، قَالَ: فَقَالَ لَهُ ثُمامة: اسْكُتْ يَا يَحْيَى، إِنَّمَا عَلَيْك أَن تُجيب فِي مَسْأَلَة طلاقٍ، أَوْ فِي محرمٍ صَادَ ظَبْيًا أَوْ قَتَلَ نَمْلة، فَأَما هَذِهِ فَمَسائِلُنا نَحْنُ، فَقَالَ لَهُ المأمونُ: قُلْ يَا ثُمَامة، مَا الْعِشْق؟ فَقَالَ ثُمامةُ: العشقُ جليسٌ ممتع، وأليفٌ مُؤنس، وصاحبٌ ملك، مسالكه لَطِيفَة، ومذاهبه غامضة، وَأَحْكَامه جائرة، ملك الْأَبدَان وأرواحَها، والقلوبَ وخواطرها، والعيونَ ونَواضِرَها، والعقولَ وآراءَها، وأُعْطِيَ عِنانَ طاعتها، وقَوْدَ تَصَرُّفِها، توارى عَنِ الْأَبْصَار مَدْخَلُه، وعَمِيَ فِي الْقُلُوب مسلكه.

فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون: أَحْسَنت - واللَّهِ - يَا ثُمَامَة، وَأمر لَهُ بِأَلف دِينَار.

عَبْدُ اللَّهِ بْن طَاهِر يُصْلح زَوْجَهُ ببيتي شعر

حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن إِسْحَاق الجابري الْمَوْصِلِيّ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَاسر الْكَاتِب، كَاتب ابْن طولون، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن إِسْحَاق، قَالَ: اشْترى عَبْد اللَّه بْن طَاهِر جَارِيَة بخمسةٍ وَعشْرين ألفا عَلَى ابْنة عَمِّه، فوجِدَتْ عَلَيْه، وقعدتْ فِي بعض المقاصير، فمكثتْ شَهْرَيْن لَا تُكَلِّمه، فَعمل هذَيْن الْبَيْتَيْنِ:

إِلَى كَمْ يكونُ العَتْبُ فِي كل ساعةٍ ... وَكم لَا تملين القطيعة والهَجْرَا

رُويدَكِ إنّ الدَّهْر فِيهِ كفايةٌ ... لِتَفْرِيقِ ذاتِ البَيْنِ فانتظري الدهرا

قَالَ: وقَالَ لِلْجَارِيَةِ: اجلسي عَلَى بَاب المقصَورة فَغَنِّي بِهِ، قَالَ: فَلَمَّا غنت الْبَيْت لأوّل لَمْ تَرَ شَيْئا، فَلَمَّا غَنَّت الثَّانِي فَإِذا هِيَ قَدْ خرجتْ مشقوقة الثَّوْب حَتَّى أكبَّتْ عَليّ رِجْلِهِ فقَبَّلَتْها.

الجوابُ من جنس السُّؤال

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى الصولي، ثَنَا يَمُوت بْن الْمُزَرَّع قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِم السّجِسْتانيّ، يَقُولُ: كَانَ رجلٌ يحبُّ الكلامَ وَيخْتَلف إِلَى حُسَيْن النَّجّار، وَكَانَ ثقيلاً متشادقاً لَا يدْرِي مَا يَقُولُ، فآذى حُسَيْنًا ثمَّ فطن لَهُ، فَكَانَ يعد لَهُ الجوابَ من جنس السُّؤَال فَيَنْقَطِع ويسكت، فَقَالَ لَهُ يَوْمًا: مَا تقولُ - أسْعَدَك اللَّه - فِي جَدٍّ يُلاشِي التوهيمات فِي عُنْفُوان الْقُرْبِ من دَرْكِ المطالب؟ فَقَالَ لَهُ حُسَين: هَذَا من وجُود فَوْتِ الكَيْفُوفِيَّة عَلَى غَيْر طَرِيق الحسوبية، وبمثله يَقع إِلَيْنَا قي الْمُجانَسَةِ عَلَى غَيْر تلاقٍ وَلا افْتِرَاق.

فَقَالَ الرجلُ: هَذَا محتاجٌ إِلَى فِكْر واسْتخراج، فَقَالَ حُسَيْن: افتكرْ، فإنّا قَد استرحْنا.

المجلِسُ الثَاني وَالثَلاثون

زوجاتُ الرسولِ يسألْنَهُ النَّفَقَة

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنِ سَعِيدٍ الْمُسَاحِقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ

<<  <   >  >>