للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقل غناء عَن عُمَيْر بْن مالكٍ ... ترمز استاه النِّسَاء العوائد

فقمن وقلن: لَا شفَاه الله. وَقَوله: فاكبأن عبد الْملك أَي تدَاخل بعضه فِي بعض، قَالَ الشَّاعِر.

فَلم يكبئنوا إِذْ رأوني وَأَقْبَلت ... عَليّ وُجُوه كالسيوف تهلل

وَقَوله: تضاءلت أَي تصاغرت، والأقطار: النواحي، وَقَوله: أجاءك أَي اضطرك وَأَصله من الْمَجِيء تَقول جَاءَ زيد وأجاءه غَيره مثل صَار وأصار إِلَيْهِ غَيره. وَمِنْه " فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ " مَرْيَم: ٢٣ كَأَنَّهُ جَاءَ بهَا إِلَيْهِ. قَالَ القَاضِي: وَفِي تَفْسِير ابْن دُرَيْد غَرِيب هَذَا الْخَبَر فِي مَوضِع آخر: المباقط أَي المتفرق من الْمَاشِيَة، وَهُوَ مِمَّا نهى عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابه لأكيدر لَا تعد فاردتكم، وَلَا ترد قاصيتكم، والمشائط: واحدتها مشياط وَهِي النَّاقة السريعة السّمن، يُرِيد أَنه يَأْخُذ المشائط فِي الصَّدَقَة، وَهَذَا مِمَّا نهي عَنْهُ أَيْضا من قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَأْخُذُوا حزرات أنفس النَّاس، يُرِيد خِيَار أَمْوَالهم، والعمروط: اللص يُقَال لص ولص.

ابْن الزيات يتفجع على دَابَّة أَخذهَا المعتصم

حَدثنَا الْحُسَيْن بْن الْقَاسِم الكوكبيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَليّ مُحرز الْكَاتِب قَالَ حَدَّثَنِي سهل بْن عبد الْكَرِيم قَالَ: كَانَ لمُحَمد بْن عبد الْملك دَابَّة أَشهب أحم لم ير مثله فِي الفراهة والوطاء وَالْحسن، فَذكر المعتصم يَوْمًا الدَّوَابّ فَقَالَ: أشتهي دَابَّة فِي نِهَايَة الوطاء تصلح للسرايا، فَقَالَ لَهُ أَحْمَد بْن خَالِد خيلويه قد عَرفته لَك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ على أَن لَا يعلم صَاحبه أَنِّي ذكرته لَك، قَالَ: لَك ستر ذَلِك، قَالَ: عِنْد كاتبك مُحَمَّد بْن عبد الْملك دَابَّة لم ير مثله، فَوجه المعتصم فَأَخذه من مُحَمَّد، فَقَالَ فِيهِ:

قَالُوا جزعت فَقلت إِن مصيبتي ... جلت رزيتها وضاق الْمَذْهَب

كَيفَ العزاء وَقد مضى لسبيلة ... عَنَّا فودعنا الأحم الْأَشْهب

دب الوشاة فباعدوك وَرُبمَا ... بعد الْفَتى وَهُوَ الْحَمِيم الْأَقْرَب

لله يَوْم غَدَوْت عني ظَاعِنًا ... وسلبت قربك أَي علق أسلب

نَفسِي مقسمة أَقَامَ فريقها ... وَغدا لطيتها فريق يجنب

الْآن إِذْ كملت أداتك كلهَا ... ودعا الْعُيُون إِلَيْك زِيّ معجب

واختير من خير الحدائد خَيرهَا ... لَك خَالِصا وَمن الْحَيّ الأغرب

وغدوت طنان اللجام كَأَنَّمَا ... فِي كل عُضْو مِنْك صنج يضْرب

وَكَأن سرجك فَوق متن غمامةٍ ... وكأنما تَحت الغمامة كَوْكَب

<<  <   >  >>