وتكرير، وَإِن كَانَ أَحْمَد بن يَحْيَى لَفَظَ بِالْبَدَلِ فَلَعَلَّهُ قصد خطابَ الرياشي بِما يعرفهُ من قَول أَصْحَابه الْبَصرِيين.
الْإِسْكَنْدَر يَمر على مَدِينَة ملكهَا سَبْعَة وبادوا
حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن جَعْفَر قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أبي الدُّنْيَا قَالَ، حَدَّثَنِي الْحَارِث بن مُحَمَّد التَّمِيمِي عَن شيخٍ من قُرَيْش قَالَ: مرَّ الْإِسْكَنْدَر بمدينةٍ قد ملكهَا أملاكٌ سَبْعَة وبادوا، فَقَالَ: هَلْ بَقِي من نَسْلِ الأملاكِ الَّذِينَ ملكوا هَذِه الْمَدِينَة أحد؟ قَالُوا: نعم، رجل يكونُ فِي الْمَقَابِر.
فَدَعَا بِهِ فَقَالَ: مَا دعاكَ إِلَى لُزُوم الْمَقَابِر؟ قَالَ: أردتُ أَن أعزل عظامَ الْمُلُوك عَن عِظَام عبيدهم فوجدتُ عظامهم وعظامَ عبيدهم سَوَاء. قَالَ لَهُ: فَهَل لَك أَن تتبعني فاحيي بك شرف آبَائِك إِن كَانَت لَك همة؟ قَالَ: إِن همَّتي عظيمةٌ إِن كَانَت بُغيتي عنْدك، قَالَ: حياةٌ لَا موتَ فِيهَا، وشبابٌ لَيْسَ مَعَه هرم، وغنى لَا فقر بعده، وسرور بِغَيْر مَكْرُوه، قَالَ: لَا، قَالَ: فامضِ لشأنكَ وَدعنِي أطلبُ ذَلِكَ مِمَّن هُوَ عِنْده ويَملكه. قَالَ الْإِسْكَنْدَر: هَذَا أحكمُ من رَأَيْت.
قَالَ القَاضِي: وَكُنَّا رسمنا فِي الْمجْلس الَّذِي قبل هَذَا خبرين أحببتُ أَن أَصلهمَا بِخَبَر ثَالِث يضاهيهما من بعض وُجُوههمَا وكرهتُ إطالة الْمجْلس بِذكرِهِ، ووعدتُ بِأَن أثْبته فِي الْمجْلس الَّذِي يَلِيهِ وَهُوَ مَجْلِسنَا هَذَا، وَهَا أَنا راسمهُ هَاهُنَا إِن شَاءَ الله.
فَم الْحُوت وَعلي بن يَقْطِين
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر الحريري عبد الله بن الْحَسَن بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِصَاحِب الْمَرْوِيّ قَالَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن خلف وَكِيع القَاضِي قَالَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن مُوسَى قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو العمراوي قَالَ، حَدَّثَنَا الْعُتْبِي قَالَ: قدم فَم الْحُوت من الْمَدِينَة بَغْدَاد فَنزل على عَليّ بن يَقْطِين، وَكَانَ لاعبًا بالشطرنج، فَقَالَ لَهُ عَليّ: لاعبني، قَالَ: إنَّ عليَّ يَمينًا أَلا ألعبَ أبدا إِلَّا فِي إمرة مطاعةٍ، قَالَ: فها هُنَالك، فلاعبه فقمره فَم الْحُوت، وَكَانَ مشوَّه الْوَجْه أهدلَ الشّفة السُّفْلى مقلَّص الْعليا مائل الشدق قَبِيح الْأَسْنَان، فَقَالَ لَهُ: احتكم، قَالَ: تقبّلني قبْلَة، قَالَ: أَو الْفِدْيَة قَالَ ذَاك لَك قَالَ ألف دِرْهَم قَالَ: لَا وَالله قَالَ أَلفَيْنِ: قَالَ لَا وَالله، قَالَ: ثَلَاثَة آلَاف، قَالَ: لَا وَالله، قَالَ: أربعةُ آلَاف، قَالَ: هَاتِهَا. فَدَفعهَا إِلَيْهِ وركبَ عليُّ بن يَقْطِين إِلَى الْمهْدي فَأخْبرهُ فاستضحك وَقَالَ: وَيحك أرنيه من حيثُ لَا يراني، فأدخلته عَلَيْهِ من مَوضِع يراهُ الْمهْدي: وَهُوَ لَا يراهُ فَلَمَّا نظر إِلَيْهِ وَإِلَى تَشْوِيه خَلْقه وقبح فَمه قَالَ لَهُ الْمهْدي: وَيحك يَا عَليّ قد وَالله ربحتَ سِتَّة وَثَلَاثِينَ ألفا. قَالَ: وكيفَ؟ قَالَ: من لَا يفتدي قبْلَة من هَذَا بِأَرْبَعِينَ ألفا؟! قد ربحت سِتَّة وَثَلَاثِينَ ألفا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute