لي صاحبٌ لَيْسَ يَخْلُو ... لِسَانه من جراحي
يجيد تمزيق عرضي ... على طَرِيق المزاح
يجود بِخَير أَو يهم بِهِ
أنشدنا أَبُو بكر قَالَ أنشدنا أَبُو حَاتِم عَنْ أبي عُبَيْدة عَنْ يُونُس:
فَتى لَا ترَاهُ الدَّهْر إِلَّا وَنَفسه ... تجود بخيرٍ أوتهم بِخَير
تيه الْغنى ومذلة الْفقر
أنشدنا أَبُو بكر قَالَ أنشدنا أَبُو عُثْمَان عَن التوزي عَن أَبِي عُبَيْدَة عَن يُونُس:
خلقان لَا أرْضى فعالهما ... تيه الْغَنِيّ ومذلة الْفقر
فَإِذا غنيت فَلَا تكن بطرًا ... وَإِذا افْتَقَرت فته على الدَّهْر
واصبر فلست بواجدٍ خلقا ... أدنى إِلَى فرج من الصَّبْر
أَربع ضائعة
حَدثنَا أَبُو بكر قَالَ سَمِعت الْأَصْمَعِي يَقُول قَالَ بعض الْحُكَمَاء: لاشيء أضيع من أَربع: مَوَدَّة تمنحها من لَا وَفَاء لَهُ، وبلاء تصطنعه عِنْد من لَا شكر لَهُ، وأدب تؤدب بِهِ من لَا ينْتَفع بِهِ، وسر تستودعه من لَا صيانه لَهُ.
قَول لسلم الخاسر أحسن مَا مدح بِهِ معن
أخبرنَا أَبُو بكر قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِم قَالَ سَمِعت أَبَا عُبَيْدَة يَقُول: بَلغنِي أَنه قيل لِمَعْنٍ بْن زَائِدَة مَا أحسن مَا مدحت بِهِ؟ قَالَ: بقول سلم الخاسر:
أبلغ الفتيان مالكة ... أَن خير الود مَا نفعا
إِن قرمًا من بني مطرٍ ... أتلفت كَفاهُ مَا جمعا
كلما عدنا لنائله ... عَاد فِي معروفه جذعا
عدم جَوَاب اللَّئِيم أَشد عَلَيْهِ من الشتم
أنشدنا أَبُو بكر ابْن الْأَنْبَارِي قَالَ أنشدنا أَحْمَد بْن عبيد قَالَ أنشدنا الْأَصْمَعِي:
وَمَا شَيْء أحب إِلَى لئيمٍ ... إِذا شتم الْكَرِيم من الْجَواب
متاركه اللَّئِيم بِلَا جوابٍ ... اشد على اللَّئِيم من السباب
شَدِيد عَادَة منتزعة
وَحدثنَا أَبُو بكر بْن الأنبَاريّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْمَرْزُبَان قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرَان الضَّبِّيّ قَالَ: كَانَت لأبي الْأسود الديلِي من مُعَاوِيَة نَاحيَة حَسَنَة، فوعده وَعدا فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْأسود:
لَا يكن برقك برقًا خلبًا ... إِن خير الْبَرْق مَا الْغَيْث مَعَه
لَا تهني بعد إِذْ أكرمتني ... فشديد عَادَة منتزعه