للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كَانَت عَلَيْهِم " يَعْنِي التثقيل فِيمَا كُلِّفُوهُ وكُتب عَلَيْهِم، وَقد قرىء: آصَارهم عَلَى الجَمْع.

وَفِي هَذَا الْخَبَر: أَن الرَّجُل الَّذِي لَقِيَه إِبْرَاهِيمُ عَلَيْه السَّلام كَانَ طولُه ثمانيةَ عَشَرَ ذِرَاعا، فجَاء بِهِ عَلَى التَّذْكِير والأغلبُ فِيهِ التَّأْنِيث، وَفِي تذكيره خلاف بَيْنَ اللُّغَويين، وَقَدْ أجَازه بَعضهم وَحَكَاهُ، وَقَد استقصينا القَوْل فِي هَذَا فِي مَوضِع غَيْر هَذَا، وشرحناه وأوضحنا الْبَيَان عَنْهُ وبينَّاه.

حكم المصافحة والمعانقة وَالْقِيَام للزائر

وَقَدْ جَاءَ عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ أَنَّهُ ندب إِلَى المصافحة وَكَانَ يَفْعَلهَا، وَأَنه سُئِل: أينحني الرجلُ لصَاحبه، فَقَالَ: لَا، قِيلَ أفيعانقه؟ قَالَ: لَا، قِيلَ: أفيصافحه؟ قَالَ: نعم.

وَقَدْ ذكر اسْتِعْمَال الْقيام والمصافحة عَنْ بعض السّلف، وليسا عِنْدِي بمحظورين، أَولا أحد من أَهْل الْقُدْوة حَرّم ذَلِكَ، غَيْر أَن الْأَخْذ بِمَا أدَّب بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمته أولى بذوي الْأَلْبَاب، وأليقُ بِوَجْه الْحق وَالصَّوَاب.

أصل الْيمن، مَا هُوَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ، حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي قُرْظَةُ الْمَازِنِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيِّ، وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الْمَدِينَةِ فِي أَيَّامِ الْمَنْصُورِ، قَالَ: خَرَجْتُ وافدًا إِلَى مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي جَمَاعَةٍ لَيْسَ فِيهِمْ يمانٍ غَيْرِي، فَلَمَّا كُنَّا بِبَابِهِ دُفعنا إِلَى ابْن هُبَيْرة وَهُوَ عَلَى شُرَطِهِ وَمَا وَرَاء بَابه، فَتقدم الوفدُ رَجُلا رَجُلا كلهم يخْطب ويُطنب فِي أَمِير الْمُؤْمِنِين وَابْن هُبيرة، فَجعل يبحثهم عَنْ أنسابهم، فَكرِهت ذَلِكَ، وَقلت: إِن عَرَفني زادني ذَلِكَ عِنْده شرًّا، وكرهتُ أَن أَتكَلّم فأُطْنب، فجعلتُ أتأخر رجاءَ أَن يَمَلَّ كلامَهم فُيمْسِك، حَتَّى لَمْ يبْق غَيْرِي، ثُمّ تقدمْتُ فتكلمت بِدُونِ كَلَامهم وَإِنِّي لقادر عَلَى الْكَلَام، فَقَالَ: مِمَّن أَنْت؟ فَقلت: من أَهْل الْيمن، قَالَ: من أيِّها؟ قُلْتُ: من مذْحج، قَالَ: إِنَّك لتطمح بِنَفْسِك، اختصر. قُلْتُ: من بني الْحَارِث بْن كَعْب، قَالَ: يَا أَخا بني الْحَارِث! إِن النّاس ليزعمون أنّ أَبَا الْيمن قردٌ، فَمَا تَقُولُ فِي ذَلِكَ؟ قُلْتُ: وَمَا أَقُول أصلحك اللَّهُ، إِن الحجَّة فِي هَذَا لغير مشكلة، فَاسْتَوَى قَاعِدا، وقَالَ: وَمَا حجتك؟ قُلْتُ: تنظر إِلَى القرد أَبَا من يُكنَّى، فَإِن كَانَ أَبُو الْيمن فَهُوَ أبوهم، وَإِن كَانَ يكنى أَبَا قَيْس فَهُوَ أَبُو مَنْ كُنِّيَ بِهِ. فَنَكس ونكت بظفره إِلَى الأَرْض، وَجعلت اليمانة تَعضّ عَلَى شفاهها تظن أَن قَدْ هَوِيتُ، والقيسيَّةُ تكَاد أَن تَزْدردني، وَدخل بهَا الْحَاجِب إِلَى أَمِير الْمُؤْمِنِين ثُمّ رَجَعَ، فَقَامَ ابْن هُبَيْرة فَدخل ثُمّ لَمْ يلبث أَن خرج، فَقَالَ الْحَارِثِيّ: فَدخلت ومَرْوَان يضْحك، فَقَالَ: إيهٍ عَنْك وَعَن ابْن هُبَيْرة فَقلت: قَالَ: كَذَا فَقلت كَذَا، فَقَالَ: وَايْم اللَّه لقَدْ حَجَجْتَه، أَوْ لَيْسَ أَمِير

<<  <   >  >>