للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نحوي يحادث جَارِيَته

حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد الكراني، قَالَ: حَدَّثَنِي يَقْدُم بْن مُحَمَّد، قَالَ: قَالَ عَوَانَة: كَانَ رجلٌ يتكلَّف النَّحْو وَكَانَت لَهُ جَارِيَة تسمى زَهْرة، فناداها: يَا فَعْلة من زَهَرْتُ، هَاتِي فَيْعَلاني من طَلَسْتُ، يُرِيد طَيْلَسانه.

رَجُل يعاب من لَا يصطنعه

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زَكَرِيّا الغَلابِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سهل الرَّازيّ، قَالَ: لما دخل الْمَأْمُون بَغْدَاد تلقَّاه أَهلهَا، فَقَالَ لَهُ رجلٌ من الموَالِي: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ! بَارك اللَّه لَك فِي مَقْدَمِك، وَزَاد فِي نِعَمك، وشكرك عَنْ رعيتك، فقد فُقْت مَنْ قَبْلَك، وأتْعبتَ من بعْدك، وأيْأسْت أَن يُعتاض مِنْك، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مثلك، وَلا علم شبهك، أما فِيمَن مضى فَلَا يعرفونه، وأمّا فِيمَن بقى فَلَا يرتجونه، فهم بَيْنَ دعاءٍ لَك، وثناءٍ عَلَيْك، وتمسكٍ بك، أخصب جَانِبك، واحْلَوْلى لَهُم ثوابك، وكَرُمَتْ مقدرتُك، وحَسُنت مَبَرَّتُك، ولانت نَظْرتُك، فجبرت الْفَقِير، وفككت الْأَسير، وَأَنت كَمَا قَالَ الشَّاعِر:

مَا زِلتَ للبَذْل للنوال وإط ... لَاق لعانٍ بجُرْمِهِ غَلقٍ

حَتَّى تمنَّى الْبُزَاةُ أَنهم ... عنْدك أمْسَوْا فِي الْقِدِّ والحَلَقْ

فَقَالَ الْمَأْمُون: مثلك يُعَاب من لَا يصطنعه، ويُعَرُّ مَنْ يجهل قدره، فاعذرني فِي سالفك، فَإنَّك ستجدنا فِي مُسْتأنفنا.

بِالْإِحْسَانِ فِي البديهة تفاضلت الْعُقُول

حَدَّثَنَا عَبْد الْبَاقِي بْن قَانِع، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زَكَرِيّا الغَلابِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مهْدي بْن سَابق، قَالَ: دخل الْمَأْمُون ديوَان الْخراج فَمر بِغُلَام جميل عَلَى أُذُنه قلمٌ فأعجبه مَا رَأَى من حُسْنه، فَقَالَ: من أَنْت يَا غُلَام؟ قَالَ: الناشىء فِي دولتك وخريج أدبك يَا أَمِير الْمُؤْمِنِين المتقلب فِي نِعْمَتك، والمؤمل لخدمتك الْحَسَن بْن رَجَاء، فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون: يَا غُلام بِالْإِحْسَانِ فِي البديهة تفاضلت الْعُقُول، ثمَّ أَمر أَن يرفع عَنْ مرتبته فِي الدِّيوَان، وَأمر لَهُ بِمِائَة ألف دِرْهَم.

تامُّ الْآلَات فِي كُلّ شَيْء

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن من زِيَاد الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَان سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد المهرقاني بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَبَّاس بْن الْفرج الرياشي، عَنِ الأَصْمَعِيّ، عَنْ أبي عَمْرو بْن الْعَلَاء أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عَمْرو بْن معدي كرب يحدث بِحَدِيث، فَقَالَ فِيهِ: لقِيت فِي الْجَاهِلِيَّة خَالِد بْن الصَّقْعب وضَربتُه وقَدَوْتُه، وخالدٌ فِي الحَلَقة، فَقَالَ لَهُ رَجُل: إِن خَالِدا فِي الْحلقَة، فَقَالَ لَهُ: اسْكُتْ يَا سيىء الْأَدَب، إِنَّمَا أَنْت محدثٌ فاسمعْ أَوْ فَقُمْ، وَمضى فِي حَدِيثه فَلم يقطعهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُل: أَنْت شجاعٌ فِي الْحَرْب وَالْكذب مَعًا، قَالَ: كَذَلِك أَنَا تامُّ الْآلَات.

<<  <   >  >>