وداعٍ دَعَا إذْ نَحْنُ بالْخِيفِ من مِنًى ... فَهيَّجَ أحزانَ الفؤادِ وَمَا يدْرِي
دَعَا باسم ليلى غَيرهَا فَكَأَنَّمَا ... أطار بليلي طائرًا كَانَ فِي صَدْرِي
قَالَ: هَذِهِ واللَّهِ قِصَّتي، كُنْت أَهْوى جَارِيَة يُقَال لَهَا خِشْف، فَكَانَ مني مَا رَأَيْت ونالني مثل مَا نَالَ الْمَجْنُون.
كُتَّاب سُوء الْأَدَب
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زِيَاد الْمقري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الشَّامي بهراة، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن الجَعْد، قَالَ: كتب أَبُو يُوسُف القَاضِي يَوْمًا وَعَن يَمِينه إِنْسَان، فلاحظه يقرأُ مَا يكْتب، فَفطن بِهِ أَبُو يُوسُف، فَقَالَ لَهُ: وقفتَ عَلَى شيءٍ من خطأ؟ قَالَ: لَا، واللَّه، وَلا حرف. فَقَالَ لَهُ أَبُو يُوسُف: جُزِيتَ خيرا كفيتنا مؤونة قِرَاءَته، ثمَّ أنشأ يَقُولُ:
كأنَّهُ من سُوءِ تَأْدَابِهِ ... تَعَلَّم فِي كُتَّابِ سُوءِ الْأَدَب
لَمْ يَدعه يسْأَل غَيره
حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الأَزْدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أبي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن مَنْصُور الْخُزَاعيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَان الْحِمْيَريّ، عَنْ عَبْد الْحَمِيد بْن جَعْفَر الأَنْصَارِيّ، قَالَ: قدِم أعرابيٌّ الْمَدِينَة يطْلب فِي أَربع دياتٍ حنلها، فَقِيل لَهُ: عَلَيْك بِحسن ابْن عَليّ، وَعَلَيْك بِعَبْد بْن جَعْفَر، وَعَلَيْك بِسَعِيد بْن الْعَاصِ، وَعَلَيْك بِعَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس، فَدخل الْمَسْجِد فَرَأى رَجُلا يَخْرُج وَمَعَهُ جمَاعَة، فَقَالَ: من هَذَا؟ قِيلَ: سَعِيد بْن الْعَاصِ، قَالَ: هَذَا أحدُ أَصْحَابِي الَّذِين ذُكِرُوا لي، فَمشى مَعَه فَأَخْبَرَه بِالَّذِي قدِم لَهُ، وَمن ذكره وَأَنه أحدهم، وَهُوَ ساكتٌ لَا يجِيبه، فَلَمَّا بلغ بَاب منزله قَالَ لخازنه: قل لهَذَا الْأَعرَابِي فليأتِ بِمن يَحْمِلُ لَهُ، فَقِيل لَهُ: ائْتِ بِمن يحمل، قَالَ: عافي اللَّه سعيدًا، إِنَّمَا سِألناه ورِقًا وَلَم نَسْأَلهُ تَمرا، قَالَ: وَيحك ائتِ بِمن يحمل لَك، فَأخْرج إِلَيْهِ أَرْبَعِينَ ألفا، فاحتملها الأعرابيُّ فَمضى إِلَى الْبَادِيَة وَلَم يلق غَيره.
كَيفَ خلصه اللَّه من الْغُلَام
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمد بن أبي الثلجن قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، قَالَ: حَدثنَا عمر بن شية، عَنْ فُلان من أَهْل الْبَصْرَة، قَالَ: مَرَرْت بالنخاسين بِبَغْدَاد فَإِذا أَنَا بِرَجُل يُنَادي عَلَى غُلام نظيف لَهُ هَيْئَة وجمال، وَهُوَ يَقُولُ: من يَشْتَرِي غُلَاما سَارِقا آبقًا قَتُولا لمواليه؟ فعد خِلالَ سُوء، قَالَ: فَقلت: يَا غُلام! مَا هَذِهِ الصفاتُ بك؟ قَالَ: فَقَالَ لي: امضِ إِلَى عَمَلك إِن أردْت أَن تَمْضي، فَإِنّ مولَايَ يريدُ أَن يستعيبَني بِهَذَا، قَالَ: فَرَغَّبني هَذَا الكلامُ فِيهِ، فقلتُ للمنادِي: بِعْنِيهِ، فَقَالَ: مَعَ كُلّ مَا وصفتُ من الْخلال المذمومة فِيهِ؟ قَالَ: فَقلت: ارْمِ بِثمن هَذَا فِي الْبَحْر.
فاشتريته بسبعة عشر دِينَارا وصرت بِهِ إِلَى منزلي، فَمَكثَ شهورًا لَا أرى إِلا كُلّ خلة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute