دين الله وَلَا أَقرَأ لكتاب الله وَلَا أعف عَنِ الْأَمْوَال من ابْن أبي ليلى قَالَ: فَقلت: فابْنُ شُبْرُمة، قَالَ: رَجُلٌ مِكْثار، قَالَ عليّ: وَولى حفصُ بْن غياث الْقَضَاء من غَيْر مشورة أبي يُوسُف فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ فَقَالَ بْن الْوَلِيد وَالْحسن اللؤْلُؤِي تتبّعا قضاياه، فتتبعناها فَلَمّا نظر إِلَيْهَا، قَالَ: هَذِهِ قضايا ابْن أبي ليلى، ثُمَّ قَالَ لَهما: تتبعا الشُّرُوط والسجلات ففعلا، فَلَمّا نظر فِيهَا، قَالَ حَفْصُ بْنُ غياثٍ ونظراؤه يعانون قيام اللَّيْل.
كم كَانَ يُصَلِّي بهم لَوْ أكلُوا اللّوْزِيَنج
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مزِيد البوشنجي، قَالَ: سَمِعت سُفْيَان بْن وَكِيع بْن الجرّاح، يَقُولُ: سمعتُ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، يَقُولُ: دَعَانَا سفيانُ الثّوريّ يَوْمَا فَقدم إِلَيْنَا تَمْرًا ولبنًا خاثرًا فَلَمّا توسّطْنا الْأكل قَالَ: قُوموا بِنَا نُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ شُكْرًا لله تَعَالَى قَالَ سُفْيَان بْن وَكِيع: لَوْ كَانَ قدم إِلَيْهِم شَيئًا من هَذَا اللّوْزينج الْمُحْدَث لقَالَ لَهُمْ: قومُوا بِنَا نصلي التراوح.
إغْباب الزِّيَارَة
أنشدنا مُحَمَّد بْن أَبِي الْأَزْهَر، قَالَ: أَنْشدني مُحَمَّد بْن يزِيد الْمبرد:
عَلَيْكَ بإقْلال الزِّيَارَة إنّها ... تكون إِذَا دَامَتْ إِلَى الْهَجْرِ مَسْلَكًا
فإنِّي رأيتُ الْقَطْرَ يُسْلَمُ دَائمًا ... ويُسْألُ بالأيْدِي إِذَا هُوَ أمْسَكَا
قَالَ ابْن أبي الْأَزْهَر: فأنشدت هَذِين الْبَيْتَيْنِ أَبَا بِشْر الْبَنْدَنِيجِيّ بِإِسْكَان بني سَعِيد فَقَالَ: هما فِي شعرٍ طَوِيل، وأنشدني القصيدة وَهِي طَوِيلَة، فَقلت لَهُ: أَنْشدني الْمبرد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة، قَالَ: قَدْ قلتهما أَكثر من سبعين سنة، قَالَ القَاضِي: فِي نَحْو هَذَا الْمَعْنى قَول أبي تَمام:
وطُول مقَام الْمَرْء فِي الحقِّ مُخْلِقٌ ... لِدِيباجَتَيْه فاغْتَرِبْ يَتَجَدَّدِ
فإنِّي رَأَيْتُ الشَّمْسَ زيدتْ مَحبَّةً ... إِلَى النّاس إذْ ليستْ عَلَيْهِمْ بَسْرمَدِ
وَمن الْبَيَان الحَسَن فِي هَذَا الْمَعْنى، مَا رَوى عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْله: " زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا ".
أنشدنا عُمَر بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن مَالك الشَّيْبَانيّ، قَالَ: أَنْشدني أَبُو بَكْر الْقُرَشِيّ، قَالَ: أَنْشدني الْحُسَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن:
هَل الدَّهْرُ إِلَّا ساعةٌ ثُمَّ تَنْقَضِي ... بِمَا كَانَ فِيهَا من عَنَاء وَمن خَفْضِ
فَهَوْنَك لَا تَحْفِلْ بمَشْتَاةِ عَارِضٍ ... وَلَا فَرْحَةٍ سَرَّتْ فكلتاهُما تَمْضِي
الْمجْلس الثَّانِي وَالْعشْرُونَ
فضل الْعقل
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ النُّورِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ