للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من شُعَبِ الْخَيْر كلِّها وَلم يستصحب شَيْئا مِنْهَا. وليحذر الْمُؤمن أَن يُعْرِضَ عَن حَظه وَيذْهب، وَأَن يكون مِمَّن يجدُّ بِهِ ويلعب. وَللَّه تَعَالَى ذكره يومٌ يَخْسَرُ فِيهِ المبطلون، ويغتبطُ بِهِ الفائزون، وَيَنْعَمُ فِيهِ المتقون. فَجعلنَا الله وإيّاكم من أوليائه الْمُتَّقِينَ وعباده المخلصين من الَّذِينَ لَا خوفٌ عَلَيْهِم " فِي معادهم " وَلَا هُم يَحْزَنُون.

هُوَ ابْن عمي لَا ابْن عمك

حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَلَاء قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد يَعْنِي عَبْد اللَّه بْن شَبِيب قَالَ، حَدَّثَنِي ابْن أبي مرّة المكيّ قَالَ، حَدَّثَنِي خَالِد بن سُفْيَان مولى الصيفي قَالَ: شهِدت الرّشيد وَقد رمى جمرةَ الْعقبَة يَوْم النحرِ فِي بعضِ حجَّاته ثُمَّ مالَ إِلَى المنحرِ فَأتى ببدنة فنحرها ثُمَّ أَتَى بِأُخْرَى فنحرها ثُمَّ أنشدَ رَافعا صوتَهُ:

إنّ ابنَ عمّي لابنُ زيدٍ وَإنَّهُ ... لبلاَّل أَيدي حلَّة الشوْكِ بالدَّم

فصاحَ بِهِ أعرابيّ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ذَاك ابْن عمي لَا ابْن عمك، قَالَ: عليَّ بالأعرابي، فَأتي بِهِ وَإِنَّا لنخافه عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَمن أَنْت؟ قَالَ: رجلٌ من بني سلول، قَالَ: فَمن يَقُول هَذَا الشّعْر؟ قَالَ: العجير السَّلولي قَالَ: أحسنتَ، أَعْطوهُ كَذَا كَذَا.

مُعَاوِيَةُ وَاللُّقْمَةُ الَّتِي لَمْ تُكْتَبْ لَهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأَنْبَارِيُّ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ، حَدَّثَنَا عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: جَلَسْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى غَدَائِهِ فَأَخَذَ لُقْمَةً فَهَيَّأَهَا، وَأَخَذَ يَتَحَدَّثُ فَوَضَعَهَا، فَأَخَذْتُهَا، فَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا يَضَعُهَا وَآخُذُهَا وَأَلْقُمُهَا، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَهُوَ يَخْطُبُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْفَعُ اللُّقْمَةَ إِلَى فِيهِ يَرَاهَا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ لَهُ قَدْ كَتَبَهَا لِغَيْرِهِ فَيَأْكُلُهَا الَّذِي كُتِبَتْ لَهُ.

مصقلة يرجف بِمرض مُعَاوِيَة

حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن الْقَاسِم الكوكبي قَالَ، حَدَّثَنَا ابْن أبي الدُّنْيَا قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَام عَن أَبِيه عَن مُحَمَّد بن عبد الْمطلب بن ربيعَة قَالَ: لَمَّا مرض مُعَاوِيَة أرجف بِهِ مَصْقَلَةُ البكريّ ثُمَّ قدمَ عَلَيْهِ وَقد تَماثلَ، فأخذَ مُعَاوِيَة بيدَيْهِ فَقَالَ:

أبقى الحوادثُ من خَلِيلك مثلَ جَنْدَلةِ الْمُرَاجِمْ

قد رامني الأقوامُ قبلك فامتنعتَ من المظالِم

فَقَالَ مصقلة: قد أبقى الله مِنْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا هُوَ أعظمُ من ذَلِكَ: حلمًا وكلأ ومرعى لوليك، وسمًّا ناقعًا لعدوّك، كَانَت الْجَاهِلِيَّة وَأَبُوك سيد الْمُشْركين، وَأصْبح الناسُ مُسلمين وَأَنت أميرُ الْمُؤمنِينَ.

يَوْم بؤس وَيَوْم نعيم

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحَسَن بْن دُرَيْد قَالَ، أَخْبَرَنَا عبد الرَّحْمَن قَالَ، قَالَ عمّي: سمعتُ

<<  <   >  >>