وَرَأى عَليّ بك الصّديق مهابة ... وَغدا الْعَدو وصدره يتلهب
أنساك لَا بَرحت إِذا منسية ... نَفسِي وَلَا زَالَت بمثلك تنكب
أضمرت عَنْك الْيَأْس حِين رَأَيْتنِي ... وقوى حبالك من قواي تقضب
وَرجعت حِين رجعت مِنْك بحسرةٍ ... لله مَا صنع الْأَصَم الأشيب
فليعلمن أَلا تزَال عَدَاوَة ... مني مَرِيضَة وثأر يطْلب
يَا صَاحِبي بِمثل ذَا من أمره ... صحب الْفَتى فِي دهره من يصحب
إِن تسعدا فصنيعة مشكورة ... أَو تخذلا فعداوة لَا تذْهب
عوجا نقضي حَاجَة وتبحثا ... بَث الحَدِيث فَإِنَّهُ لَك أعجب
لَا تشعراه بِنَا فَلَيْسَ لذِي هوى ... شكوى الحزازة عِنْده مشتعتب
تَفْسِير أَلْفَاظ
يَعْنِي بالأصم: أَحْمَد بن خَالِد خيلوبه.
قَالَ القَاضِي: الأحم يصف عينه بِالسَّوَادِ. وَقَوله: لَا يرأب يَعْنِي لَا يشعب وَيُقَال لما يرقع بِهِ الْقدح أَو غَيره من الْأَوَانِي رؤبة، وَيُقَال للَّذي يصلح الْفَاسِد ويرقع الصدع هُوَ يرأب الثأى. وَمن ذَلِك قَول الطرماح ابْن حَكِيم:
هَل الْمجد إِلَّا السؤدد الْمَحْض والتقى ... ورأب الثأى وَالصَّبْر عِنْد المواطن
وَمن الثأى قَول ذِي الرمة:
وفراء غرفية أثأى خوارزها ... مشلشل ضيعته بَينهَا الْكتب
الْمُؤلف ينْتَقد ابْن الزيات على موقفه
قَالَ القَاضِي: هَذَا الَّذِي أَتَى بِهِ الْخَبَر فِي هَذِه الْقِصَّة عَن مُحَمَّد بْن عبد الْملك من خلائفه المستعجبة الكاشفة لما كَا فِيهِ من الْآدَاب المستخشنة، وَمَا الَّذِي بلغ من قدر دابةٍ وَلَو أَنه الْوَجِيه ولاحق، أَو الْعَصَا دَابَّة قصير بْن سعد، حَتَّى يضن بهَا عَن المعتصم، وَهُوَ الْخَلِيفَة المبرز فِي فَضله وسروه وجوده وشرفه وَشرف خلائقه وَجَمِيل طرائقه، وَقد اسْتَكْتَبَهُ وموله، وشرفه وخوله، أَو مَا كَانَ قمنا أَن يَبْتَدِئ بقود الدَّابَّة إِلَيْهِ عِنْد وُقُوفه على نزاعه إِلَيْهِ ورغبته فِيهَا ويغتبط بقبوله إِيَّاهَا وَيرى ذَلِك من المآثر الَّتِي يغبط بهَا ويفتخر بحيازتها، وَقد سبق القَوْل السائر بِالْمثلِ المتوارث الغابر: أَي الرِّجَال الْمُهَذّب.
أم قيس ترجو ليلى أَن تزوره
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأنبَاريّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْمَرْزُبَان قَالَ حَدَّثَنَا زَكَرِيّا بْن مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْب بْن السكن عَنْ يُونُس النَّحْويّ قَالَ: لما اخْتَلَط عقل قَيْس الْمَجْنُون