إِسْمَاعِيل الطَّالقَانِي قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَة قَالَ: كَانَ بَين عمر بْن ذَر وَبَين رجلٍ يُقَال لَهُ ابْن عَيَّاش شَحْنَاء، وَكَانَ يبلغ عمر بْن ذرٍ أَن ابْن عياشٍ يتَكَلَّم فِيهِ، قَالَ: فَخرج عمر ذَات يَوْم فلقي ابْن عَيَّاش فَوقف مَعَه، فَقَالَ لَهُ: لَا تغرق فِي شَتمنَا ودع للصلح موضعا فَإنَّا لَا نكافئ أحدا عصى الله تَعَالَى فِينَا بِأَكْثَرَ من أَن نطيع الله تَعَالَى فِيهِ.
لَا تدع على أَخِيك
حَدَّثَنَا ابْن الْمُنَادِي قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَر الصَّائِغ أَيْضا قَالَ حَدَّثَنَا الْحسن بْن بشر، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَن عبد الْعَزِيز بِهن عُبَيْد اللَّهِ قَالَ: سمع مُسلم بْن يسَار رجلا يَدْعُو على أخٍ لَهُ من أجل أَنه ظلمه، فَقَالَ لَهُ مُسلم: يَا أخي لَا تدع على أَخِيك وَلَا تقطع رَحمَه، وَكله إِلَى الله فَإِن خطيئته أَشد لَهُ طلبا من أعدى عَدو لَهُ.
كَبْش من افريقية
حَدثنَا عَبدِي اللَّهِ بْن مُسلم الْعَبْدي قَالَ حَدَّثَنَا الْغلابِي، قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن حبيب القَاضِي الْغلابِي قَالَ: رَأَيْت فِي دَار مُحَمَّد بْن زبيدة كَبْشًا قدم بِهِ من إفريقية أسود فِيهِ حلق مَكْتُوب ببياض: لَا إِلَه إِلَّا الله وَفِي الشق الآخر مُحَمَّد رَسُول الله.
انْتقل من جوَار ابْن طَاهِر
حَدثنَا أَحْمَد بْن أَبِي سهلٍ بْن عَاصِم الْحلْوانِي، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بْن هَارُون بْن عَليّ بْن يحيى بْن أَبِي مَنْصُور قَالَ: كَانَ أَبِي نازلا فِي جوَار عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّه بْن طَاهِر فانتقل عَنْهُ إِلَى دارٍ ابتاعها بنهر الْمهْدي وَهِي دَار إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي، فَكتب إِلَيْهِ عُبَيْد اللَّهِ مستوحشًا:
يَا من تحول عَنَّا وَهُوَ يألفنا ... بَعدت جدا فلأيا صرت تلقانا
فَاعْلَم بأنك إِذْ بدلت جيرتنا ... بدلت دَارا وَمَا بدلت إخْوَانًا
فَأَجَابَهُ هَارُون بْن عَليّ:
بَعدت عَنْكُم بداري دون خالصتي ... ومحض ودي وعهدي كَالَّذي كَانَا
وَمَا تبدلت مذ فَارَقت قربكم ... إِلَّا همومًا أعانيها وأحزانا
وَهل يسر بسكنى دَاره أحد ... وَلَيْسَ أحبابه للدَّار جيرانا
[غزل لهارون الرشيد]
حَدثنَا عمر بْن أَحْمَد بْن عَليّ الْمروزِي الْجَوْهَرِي إملاء من حفظه سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثلاثمائة قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد النَّيْسَابُورِي أَن هَذِه الأبيات كتبهَا هَارُون الرشيد إِلَى جاريةٍ لَهُ كَانَ يُحِبهَا وَكَانَت تبْغضهُ:
إِن الَّتِي عذبت نَفسِي بِمَا قدرت ... كل الْعَذَاب فَمَا أبقت وَلَا تركت
مازحتها فَبَكَتْ واستعبرت جزعًا ... عني فَلَمَّا رأتني باكيًا ضحِكت
فعدت أضْحك مَسْرُورا بضحكتها ... حَتَّى إِذا مَا رأتني ضَاحِكا فَبَكَتْ
تبغي خلافي كَمَا خبت براكبها ... يَوْمًا قلُوص فَلَمَّا حثها بَركت
أَو لَعَلَّه لِابْنِ إِيَاس
حَدثنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخَوّاص، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس ابْن مَسْرُوق، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد أَبُو الْحسن الْمَدَائِنِي، قَالَ حَدَّثَنِي عَبد اللَّه بْن يحيى بْن فرقد مولى الْمهْدي قَالَ: اشْترى مُحَمَّد بْن إِيَاس جَارِيَة مغنية فهويها وَكَانَ مستهترًا بحبها وعشقها فَأَعْرَضت بوجهها عَنْهُ يَوْمًا، فلقيني وَهُوَ كئيب حَزِين، فَقلت: مَا شَأْنك؟ فَأَنْشَأَ يَقُول:
أَلَيْسَ من عجب بل زادني عجبا ... مَمْلُوكَة ملكت من بعد مَا ملكت
هِيَ الَّتِي عذبتني فِي مودتها ... كل الْعَذَاب فَمَا أبقت وَلَا تركت
أَو لشاعر آخر
أنشدنا بعقوب بْن مُحَمَّد بْن صَالح الكريزي قَالَ أنشدنا عبد الْجَلِيل بْن الْحسن لذؤيب:
هِيَ الَّتِي عذبتني فِي مودتها ... كل الْعَذَاب فَمَا أبقت وَلَا تركت
عاتبتها فَبَكَتْ واستعبرت أسفا ... عني فَلَمَّا رأتني باكيًا ضحِكت