للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كن باذلا للخير أنشدنا عمر بْن الْحسن الشَّيْبَانِيّ، قَالَ: أنشدنا أَبُو بَكْر الْقُرَشِيّ قَالَ: أَنْشدني الْحُسَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن:

إِذَا مَا اللَّيَالِي أَقبلت بإساءةٍ ... رجونا بِأَن تَأتي بِحسن صَنِيع

وَذَلِكَ فعل الله بِالنَّاسِ كلهم ... فَكُن باذلا للخير غير منوع

الْمجْلس الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ

طير الْجنَّة

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ الْمروزِي البرائي قَالَ حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عطينة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ طَيْرًا فِيهِ سَبْعُونَ أَلْفَ ريشةٍ فَيَجِيءُ حَتَّى يَقَعَ عَلَى صَحْفَةِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَنْتَفِضُ فَيَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ كُلِّ ريشةٍ لَوْنٌ أَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ لَيْسَ فِيهَا لَوْنٌ يُشْبِهُ صَاحِبَهُ، ثُمَّ يَطِيرُ فَيَذْهَبُ.

تَعْلِيق القَاضِي على الحَدِيث

قَالَ القَاضِي: قد أنبأ هَذَا الْخَبَر عَن عَظِيم قدرَة الله تَعَالَى ذكره وجسيم نعْمَته وَعَجِيب رزقه، وَعَما أعده لأوليائه فِي جنته مِمَّا لم تتصوره نُفُوسهم، وَلم تبلغه أمانيهم، فهنيئًا لَهُم مَا أنعم بِهِ عَلَيْهِم رَبهم، وإياه نسْأَل أَن يدخلنا جنته وَلَا يحرمنا رَحمته، فَإِنَّهُ لَا يتعاظمه خير يجود بِهِ، وَلَا يتسصعب عَلَيْهِ شَرّ يصرفهُ، بِيَدِهِ الْخَيْر كُله، وَهُوَ على كل شَيْء قدرير.

إعجاب الأخطل بِأَبْيَات للقطامي

حَدثنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْد قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِم عَنْ الْأَصْمَعِي قَالَ: سَأَلَ عَمْرو بْن سعيد الْقرشِي الأخطل: أَيَسُرُّك أَن لَك شعرًا بشعرك؟ قَالَ: لَا وَالله مَا يسرني أَن لي بمقولي مقولا من مقاول الْعَرَب، غير أَن رجلا من قومِي قد قَالَ أبياتًا حَسَدْته عَلَيْهَا، وإيم الله إِنَّه لمغدف القناع، ضيق الذِّرَاع، قَلِيل السماع، قَالَ: وَمن هُوَ؟ قَالَ: الْقطَامِي، قَالَ: وَمَا هَذِه الأبيات؟ قَالَ: قَوْله:

يمشي رهوا فَلَا الأعجاز خاذلة ... وَلَا الصُّدُور على الأعجاز تنكل

من كل سامية الْعَينَيْنِ تحسبها ... مَجْنُونَة أَو ترى مَا لَا ترى الْإِبِل

حَتَّى وردن ركيات الغوير وَقد ... كَاد الملاء من الْكَتَّان يشتعل

يَمْشين معترضاتٍ والحصى رمض ... وَالرِّيح ساكرة والظل معتدل

والعيش لَا عَيْش إِلَّا مَا تقربه ... عَيْني وَلَا حَال إِلَّا سَوف ينْتَقل

إِن تصبحي من أَبِي عُثْمَان منجحة ... فقد يهون على المستنجح الْعَمَل

<<  <   >  >>