كَانَ عَاشِقًا فسيستبين لكم، فَأتى بشراب فَجعل يسْقِيه قَلِيلا قَلِيلا كَمَا يزق الفرخ، فَلَمَّا أَخذ الشَّرَاب مِنْهُ تهيج فَتكلم فَقَالَ:
ألما بِي على الأبيا ... ت بالخيف أزرهنه
عزالاً مَا رَأَيْت الي؟ ... وم فِي دور بني كنه
أسيل الخد مربوب ... وَفِي منْطقَة غنه
فَقَالَ: أَنْت أطب الْعَرَب، فَمن؟ قَالَ: سأعيد الشَّرَاب فَلَعَلَّهُ يُسَمِّي فَأَعَادَ لَهُ بِالشرابِ فَقَالَ:
أَيهَا الجيرة أَسْلمُوا ... وأربعوا كي تكلمُوا
وتقضى لبانة ... وتحيوا فتغنموا
خرجت مزنة من البح؟ ... ر ريا تحمحم
هِيَ مَا كنتي وتز ... عَم أَنِّي لَهَا حمو
قَالَ: فَطلق أَخُوهُ امْرَأَته، فَقَالَ لَهُ الْمَرِيض: عَليّ كَذَا وَكَذَا إِن تَزَوَّجتهَا أبدا فماتا وَلم يتزوجا.
مَوَدَّة ابْن المُهَاجر للعباسيين حَدثنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرو بْن تركي القَاضِي أَبُو الْفضل قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن هِشَام القحذمي قَالَ: لما قتل أَبُو الْعَبَّاس سُلَيْمَان بْن هِشَام دخل عَلَيْهِ إِبْرَاهِيم بْن المُهَاجر البَجلِيّ فأنشده:
إِن بني الْعَبَّاس إِن كنت سَائِلًا ... هم قتلوا من كَانَ أَعْتَى وأظلما
هم ضربوا رَأس النِّفَاق بسيفهم ... وهم ملأوا ثوبيه من دَمه دَمًا
فَمن لم يدن منا بحبك ربه ... فَلَيْسَ يلاقيه إِذا مَاتَ مُسلما
فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: مَا أدل ظَاهر ابْن المُهَاجر على بَاطِنه فِي ودنا، إِن ذَلِك ليبين فِي عَيْنَيْهِ أَكثر ممايبين فِي لِسَانه.
يسْأَل شَرِيكا الطنبور أطيب أم الْعود
حَدثنَا الْحسن بْن عَليّ بْن زَكَرِيَّا الْعَدوي قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عليّ بْن رَاشد قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى شريك بْن عَبْد اللَّه فَقَالَ: أَيهَا القَاضِي أَيّمَا أطيب الطنبور أم الْعود؟ فَقَالَ: أحسبك بَايَعت يَا عَدو الله، فَحلف أَنه لم يُبَايع، وَأَنه مستفهم، فَقَالَ لَهُ: كم على الطنبور من وتر؟ قَالَ: أثنان، قَالَ: وعَلى الْعود؟ قَالَ: أَرْبَعَة، فَقَالَ: فَكلما كثر هَذَا كَانَ أطيب.
قولة لأبي يُوسُف يَرْوِيهَا ابْن حَنْبَل
حَدثنَا مُحَمَّد بْن الْحسن بْن زِيَاد قَالَ أَخْبَرَنَا عَبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُف القَاضِي يَقُول: إِن للعيون خبايا بالغدوات مَا لَيْسَ لَهَا بالعشيات،