للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ القَاضِي: وَقد رويت لنا هَذِه الأبيات عَن بعض من تقدم أَبَا نواس من الشُّعَرَاء، وَاسْتشْهدَ بِبَعْضِهَا طَائِفَة من النَّحْوِيين فِي مَوضِع من فُصُول النَّحْو، وَقَدْ ذكرنَا من هَذَا طرفا فِي مَوضِع غير هَذَا فَلم أر لإعادته فِي هَذَا الْموضع وَجها.

وفادة عَبد اللَّه بْن جَعْفَر على مُعَاوِيَة

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي سَعْد قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّيَاحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: وَفَدَ عبد الله جَعْفَرٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَأَنْزَلَهُ فِي دَارِهِ فَقَالَتْ لَهُ ابْنَةُ قَرَظَةَ امْرَأَتُهُ: إِنَّ جَارَكَ هَذَا يَسْمَعُ الْغِنَاءَ، قَالَ: فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأَعْلِمِينِي فَأَعْلَمَتْهُ فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ فَإِذَا جَارِيَةٌ لَهُ تُغَنِّيهِ وَهِيَ تَقُولُ:

إِنَّكَ وَاللَّهِ لَذُو ملةٍ ... يَطْرِفُكَ الأَدْنَى عَنِ الأَبْعَدِ

وَهُوَ يَقُولُ: يَا صِدْقَكَاهُ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ اسْقِينِي قَالَتْ: مَا أَسْقِيكَ؟ قَالَ: مَاءً وعَسَلا، قَالَ: فَانْصَرَفَ مُعَاوِيَةُ وَهُوَ يَقُولُ: مَا أَرَى بَأْسًا. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَتْ لَهُ: إِنَّ جَارَكَ هَذَا لَا يَدَعُنَا نَنَامُ اللَّيْلَ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، قَالَ: هَكَذَا قَوْمِي رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ مُلُوكٌ بِالنَّهَارِ.

بَان الْمُبَارك يقسم لاخوانه

حَدثنَا مُحَمَّد بن دَاوُد سُلَيْمَان النَّيْسَابُورِي قَالَ: سَمِعت الْحسن بْن سُفْيَان يَقُول: قَالَ حبَان عَن ابْن الْمُبَارك إِنَّه قسم يَوْمًا لاخوانه وَمن حَضَره من أَصْحَابنَا ألف دِرْهَم ثُمّ قَالَ:

لَا خير فِي المَال وكنازه ... بل لجواد الْكَفّ وهابه

يفعل أَحْيَانًا بزاواره ... مَا يفعل الْخمر بشرابه

قَالَ القَاضِي: ذكر ابْن الْمُبَارك الْخمر وَالْمَعْرُوف تأنيثها، أَرَادَ الشَّرَاب.

قَول شُرَيْح فِي الْجَرَاد

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زِيَاد قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عبد الرَّحِيم قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيع عَن الْأَعْمَش قَالَ: أَخْبَرَنَا عَامر قَالَ: سُئِلَ شُرَيْح القَاضِي عَن الْجَرَاد قَالَ: قبح الله الجرادة فِيهَا خلقَة سَبْعَة جبابرة: رَأسهَا رَأس فرس وعنقها عنق ثَوْر وصدرها صدر أَسد وجناحها جنَاح نسر ورجلاها رجلا جمل وذنبها ذَنْب حَيَّة وبطنها بطن عقوب.

أفتنت سعيدًا

حَدثنَا مُحَمَّد بْن مخلد قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بكر بْن خَالِد قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس دَاوُد بْن رشيد قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نميلَة عَن عَمْرو بْن زَائِدَة قَالَ: حَدثنِي امْرَأَة من بني أَسد قَالَت: زففنا عروسًا فِي الْحَيّ فمررنا بِسَعِيد بْن جُبَير والمغنية تَقول:

لَئِنْ فَتَنَتْنِي لَهِيَ بِالأَمْسِ أَفْتنتْ ... سعيدًا فأضحى قد قلى كل مسلمٍ

وَألقى مَفَاتِيح الْمَسَاجِد وَاشْترى ... وصال الغواني بِالْكتاب المنمنم

<<  <   >  >>