الْحِيلَة، وإتمام هَذِهِ المدالسة، وَجَوَاز هَذِهِ المغالطة، فَقَالَ: إنَّه رفع إِلَى أَمِير الْمُؤْمِنِين من أَمركُم شَيْء أنكرهُ فَأمر بالكشف عَنْهُ، وسؤالكم بعد إحضاركم عَنْ حَقِيقَته، فَقَالَ لَهُ بشر: نَحْنُ حاضرون، فَمَا الَّذِي تَأْمُرنَا بِهِ؟ قَالَ: بلغ أَمِير الْمُؤْمِنِين أَنَّهُ يجْتَمع إِلَيْك قوم فيخوضون مَعَك فِي الترفض وَشتم الصَّحَابَة، فَقَالَ بشر: مَا أعرف من هَذَا شَيْئا، قَالَ: فقد أمرت بامتحانكم والفحص عَنْ مذاهبكم فَمَا تَقُولُ فِي السّلف، قَالَ: لعن اللَّه السَّلَف، فَقَالَ لَهُ عُبَيْد اللَّه: وَيلك تدي مَا تَقُولُ؟ فَقَالَ: نعم، لعن اللَّه السّلف، فَخرج خَادِم من بَيْنَ يَدي المتَوَكل، فَقَالَ لِعبيد اللَّه: يَقُولُ لَك أَمِير الْمُؤْمِنِين: سَلْهُ الثَّالِثَة فَإِذا أَقَامَ عَلَى هَذَا فَاضْرب عُنُقه، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أَسأَلك فِي هَذِهِ الْمرة فَإِن لَمْ تَثُبْ وَترجع عَمَّا قُلْتُ أمرت بقتلك، فَمَا تَقُولُ الْآن فِي السّلف؟ فَقَالَ: لعن اللَّه السَّلف، قَدْ خَرَب بَيْتِي، وأبطل معيشتي، وأتلف مَالي وأفقرني وَأهْلك عيالي، قَالَ: وَكَيف، قَالَ: أَنَا رجلٌ أُسَلِّف الأَكَرةَ وَأهل الرُّسْتاق الخَفَّاف والتَّمَشْكان، عَلَى أَن يُوفوني الثّمن مِمَّا يحصل لَهُم من غلاتهم، فأصير إِلَيْهِم عِنْد حُصُول الْغلَّة فِي بيادرهم، فَإِذا أحرزوا الغلت، دفعوني عَنْ حَقي وامتنعوا من تَوْفِيَتي مَالِي، ثُمّ يعودون عِنْد دُخُول الشِّتَاء فيعتذرون إليّ، ويحلفون لي أَنهم لَا يُعاوِدُونَ مَطْلي وظُلمي، وَأَنَّهُمْ يؤدون إليّ الْمُتَقَدّم والمتأخر من مَالِي، فأجيبهم إِلَى مَا يلتمسونه وأعطيهم مَا يطلبونه، فَإِذا جَاءَ وَقت الغَلَّة عَادوا إِلَى مثل مَا
كَانُوا عَلَيْه من ظُلمي وكَسَرُوا مَالِي، فقد اختلت حَالي، وافتقرْتُ أَنَا وعيالي، قَالَ: فسُمع ضحكٌ عالٍ من وَرَاء السَّبَنِيَّة، وَخرج الْخَادِم، فَقَالَ: استحلل هَؤُلاءِ الْقَوْم وخل سبيلهم، فَقَالُوا: أَمِير الْمُؤْمِنِين فِي حِلٍّ وسَعَة، فصرفهم فَلَمَّا توسطوا صحن الدَّار، قَالَ بعض الْحَاضِرين: هَؤُلاءِ قومٌ مُجَّان يحتالون وَصَاحب الْخَبَر فطنٌ مُتَيقِّظ، لَا يكْتب إِلا بِمَا يُعلمهُ ويثق بِصِحَّتِهِ، وَيَنْبَغِي أَن يُسْتَقصى الفحصُ عَنْ هَذَا وَالنَّظَر فِيهِ، فَأمر بردهمْ، فَلَمَّا أمروا بِالرُّجُوعِ، قَالَ بعض الْجَمَاعَة التابعة لبَعض: لَيْسَ هَذَا من ذَلِك الَّذِي تقدم، فَيجب أَن نتولى نَحْنُ الْكَلَام، ونسلكَ طَرِيق الْجِدِّ والديانة، وَرَجَعُوا فَأمروا بِالْجُلُوسِ ثُمّ أقبل عُبَيْد اللَّه عَلَيْهِم، فَقَالَ لَهُم: إِن الَّذِي كتب فِي أَمركُم مَا كتب لَيْسَ مِمَّنْ يُقْدِم عَلَى الكَتْبِ بِمَا لَمْ يَقْتُلْهُ عِلمًا ويُحيط بِهِ خُبْرًا، وَقَدْ أَمر أَمِير الْمُؤْمِنِين باستئناف امتحانكم وإنعام التفتيش عَنْ أَمركُم، فَقَالُوا لَهُ: افْعَل مَا أمرت بِهِ، فَقَالَ: من خيرُ النّاس بعد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْنَا: أَمِير الْمُؤْمِنِين عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، فَقَالَ لخادم بَيْنَ يَدَيْهِ: قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالُوا فَأخْبر أَمِير الْمُؤْمِنِين بِهِ، فَمضى ثُمّ عَاد، فَقَالَ: يَقُولُ لَكُمْ أَمِير الْمُؤْمِنِين: هَذَا مذهبي، فَقُلْنَا: الْحَمد لله الَّذِي وَافق أَمِير الؤمنين فِي دينه ووفقنا لاتباعه وموافقته عَلَى مذْهبه، ثُمّ قَالَ لَهُم: مَا تَقولُونَ فِي أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ؟ فَقَالُوا: رَحْمَة اللَّه عَليّ أَبِي بَكْر، نقُول فِيهِ خيرا، قَالَ: فَمَا تَقولُونَ فِي عُمَر قُلْنَا: رَحْمَة اللَّه عَلَيْه وَلا نُحِبُّه، قَالَ: وَلِمَ؟ قُلْنَا: لِأَنَّهُ أخرج مَوْلَانَا الْعَبَّاس من الشُّورى، قَالَ: فسمعنا من وارء السَّبَنِيَّةِ ضحكًا أَعلَى من الضحك الأول ثُمّ أَتَى الْخَادِم، فَقَالَ لِعبيد اللَّه عَنِ المتَوَكل: أتبعهم صِلَةً فقد لَزِمَهُم فِي طريقهم مؤونة واصرِفْهم، فَقَالُوا: نَحْنُ فِي غِنًى وَفِي الْمُسْلِمِين من هُوَ أحقُّ بِهَذِهِ الصِّلة وإليها أحْوج. وَا عَلَيْه من ظُلمي وكَسَرُوا مَالِي، فقد اختلت حَالي، وافتقرْتُ أَنَا وعيالي، قَالَ: فسُمع ضحكٌ عالٍ من وَرَاء السَّبَنِيَّة، وَخرج الْخَادِم، فَقَالَ: استحلل هَؤُلاءِ الْقَوْم وخل سبيلهم، فَقَالُوا: أَمِير الْمُؤْمِنِين فِي حِلٍّ وسَعَة، فصرفهم فَلَمَّا توسطوا صحن الدَّار، قَالَ بعض الْحَاضِرين: هَؤُلاءِ قومٌ مُجَّان يحتالون وَصَاحب الْخَبَر فطنٌ مُتَيقِّظ، لَا يكْتب إِلا بِمَا يُعلمهُ ويثق بِصِحَّتِهِ، وَيَنْبَغِي أَن يُسْتَقصى الفحصُ عَنْ هَذَا وَالنَّظَر فِيهِ، فَأمر بردهمْ، فَلَمَّا أمروا بِالرُّجُوعِ، قَالَ بعض الْجَمَاعَة التابعة لبَعض: لَيْسَ هَذَا من ذَلِك الَّذِي تقدم، فَيجب أَن نتولى نَحْنُ الْكَلَام، ونسلكَ طَرِيق الْجِدِّ والديانة، وَرَجَعُوا فَأمروا بِالْجُلُوسِ ثُمّ أقبل عُبَيْد اللَّه عَلَيْهِم، فَقَالَ لَهُم: إِن الَّذِي كتب فِي أَمركُم مَا كتب لَيْسَ مِمَّنْ يُقْدِم عَلَى الكَتْبِ بِمَا لَمْ يَقْتُلْهُ عِلمًا ويُحيط بِهِ خُبْرًا، وَقَدْ أَمر أَمِير الْمُؤْمِنِين باستئناف امتحانكم وإنعام التفتيش عَنْ أَمركُم، فَقَالُوا لَهُ: افْعَل مَا أمرت بِهِ، فَقَالَ: من خيرُ النّاس بعد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْنَا: أَمِير الْمُؤْمِنِين عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، فَقَالَ لخادم بَيْنَ يَدَيْهِ: قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالُوا فَأخْبر أَمِير الْمُؤْمِنِين بِهِ، فَمضى ثُمّ عَاد، فَقَالَ: يَقُولُ لَكُمْ أَمِير الْمُؤْمِنِين: هَذَا مذهبي، فَقُلْنَا: الْحَمد لله الَّذِي وَافق أَمِير الؤمنين فِي دينه ووفقنا لاتباعه وموافقته عَلَى مذْهبه، ثُمّ قَالَ لَهُم: مَا تَقولُونَ فِي أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ؟ فَقَالُوا: رَحْمَة اللَّه عَليّ أَبِي بَكْر، نقُول فِيهِ خيرا، قَالَ: فَمَا تَقولُونَ فِي عُمَر قُلْنَا: رَحْمَة اللَّه عَلَيْه وَلا نُحِبُّه، قَالَ: وَلِمَ؟ قُلْنَا: لِأَنَّهُ أخرج مَوْلَانَا الْعَبَّاس من الشُّورى،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute