للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَا يطَأ وَالله بساطي، فمنْ سواهُ بِالْبَابِ مِنْهُم؟ قَالَ: الأخطل، قَالَ: أُدي! هُوَ الَّذِي يَقُولُ:

ولستُ بصائمٍ رَمَضَان طَوْعًا ... ولسب بآكلٍ لَحْم الأضَاحِي

ولستُ بزاجرٍ عَنْسًا بكُور ... إِلَى بطحاء مكَّة للنجاح

ولستُ بقائم كالعيرِ يَدْعُو ... قُبَيْلَ الصُّبْح حَيَّ عَلَى الْفَلاح

وَلَكِنِّي سأشربها شمولا ... وأسجدُ عِنْدَ منبلج الصَّباح

وَالله لَا يدْخل عَليّ وه وَكَافِر أبدا، فَهَل بِالْبَابِ سوى من كرت؟ قَالَ: نَعَم الْأَحْوَص، قَالَ: أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ:

اللَّه بيني وَبَين سَيِّدِهَا ... يَفِرُّ مِنِّي بهَا وأتّبِعُه

غرِّبْ عَنْهُ، فَمَا هُوَ بِدُونِ من ذكرت، فَمن هَاهُنَا أَيْضا؟ قَالَ: جميل بْن مُعَمَّر قَالَ: يَا عَدِيّ هُوَ الَّذِي يَقُولُ:

أَلا لَيْتنَا نَحْيا جَمِيعًا وَإِن تَمُتْ ... يُوَافق فِي موتِي ضَرِيحي ضَرِيحُها

فَمَا أَنَا فِي طولِ الْحَيَاة براغبٍ ... إِذَا قيل قَدْ سُوِّي عَلَيْهَا صَفِيحُها

فَلَو كَانَ عَدو اللَّه تمنى لقائها فِي الدُّنْيَا ليعْمَل بَعْدَ ذَلِكَ صَالحا، وَالله لَا يدْخل عليّ أبدا، هَلْ سوى من ذكرت أحد؟ قَالَ: جرير بْن عَطِيَّة، قَالَ: أما إِنَّهُ الَّذِي يَقُولُ:

طَرَقتْكَ صائدةُ القلوبِ وَلَيْسَ ذَا ... حينَ الزيارةِ فارْجِعي بسلامِ

فَإِن كَانَ لَا بُد فَهُوَ، قَالَ فَأذن لجرير، فَدخل وَهُوَ يَقُولُ:

إِن الَّذِي بعث النَّبِي مُحَمَّدا ... جعل الْخلَافَة فِي الإِمَام العادلِ

وسع الْخَلَائق عدلُه ووفاؤه ... حَتَّى ارعوى وَأقَام ميل المائلِ

إِنِّي لأرجو مِنْك خيرا عَاجلا ... وَالنَّفس مولعةٌ بحب العاجلِ

فَلَمّا مثل بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: وَيحك يَا جرير، اتَّقِ اللَّه وَلَا تقولن إِلَّا حَقًا، فَأَنْشَأَ جرير يَقُولُ:

أأذكُر الْجُهْدَ والبَلْوى الَّتِي نَزَلَتْ ... أم قَدْ كَفَانِي مَا بُلِّغْتَ من خَبَري

كَمْ باليمامةِ من شَعْثَاءَ أرملةٍ ... وَمن يتيمٍ ضعيفِ الصَّوتِ والنظرِ

مِمن يعدُّك تَكْفِي فقدَ والدهِ ... كالفرخ فِي الْعُشِّ لَمْ يَنْهَض وَلم يَطرِ

يَدْعُوك دعة ملهوفٍ كَأَن بِهِ ... خَبَلا من الْجِنِّ أَوْ مَسًّا من النشرِ

خليفةَ اللَّهِ مَاذَا تأمُرُون بِنَا ... لَسْنا إِلَيْكُم وَلَا فِي دَار منتظر

مَا زلتُ بعدَك فِي هَمٍّ يُؤَرِّقُنِي ... قَدْ طَال فِي الحَيِّ إصْعَادي وَمُنْحَدِرِي

لَا ينفع الحاضِرُ المجهودُ بادِيَنَا ... وَلا يعودُ لَنَا بادٍ عَلَى حَضِرِ

إِنَّا لنرجُو إِذَا مَا الغيثُ أَخْلَفَنَا ... من الْخَلِيفَة مَا نرجو من المَطَرِ

<<  <   >  >>